(توهمها فِي الكاس وهمي فخلتها ... لرقتها نورا يلوح بِهِ الكاس)
(وقبلتها أحسو لذيذ شرابها ... فَقلت فمي الْمشكاة والراح نبراس)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(الله يَوْم سرُور قد نعمت بِهِ ... فِيهِ على الراح وَالريحَان معتكف)
(والكأس كالبدر فِي ليل الْكُسُوف إِذا ... قد انجلى بعضه وَالْبَعْض منكسف)
قلت شعر فِيهِ غوص)
٣ - (الْحَارِثِيّ)
جَعْفَر بن علية بن ربيعَة الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا عَارِم وَهُوَ مخضرم الدولتين الأموية والعباسية وَكَانَ أَبُو شَاعِرًا وَهُوَ شَاعِر مقل غزل فَارس
حُكيَ عَنهُ أَنه شرب حَتَّى سكر فَأَخذه السُّلْطَان فحبسه فَقَالَ من الطَّوِيل
(لقد زَعَمُوا أَنِّي سكرت وَرُبمَا ... يكون الْفَتى سَكرَان وَهُوَ حَلِيم)
(لعمرك مَا بالسكر عَار على الْفَتى ... وَلَكِن عاراً أَن يُقَال لئيم)
(وَإِن فَتى دَامَت مواثيق عَهده ... على مثل لَا قيته لكريم)
ثمَّ حبس مَعَه رجل من قومه يُقَال لَهُ دودان فَقَالَ جَعْفَر من الطَّوِيل
(إِذا بَات دودان ترنم فِي الدجى ... وَشد بأغلالٍ علينا وأقفال)
(وَأَقْبل ليل قَامَ علج بجلجل ... بِلَا رُؤْيَة حَتَّى الصَّباح بأعمال)
(وحراس سوءٍ مَا ينامون حوله ... فَكيف لمظلومٍ بحيلة محتال)
(ويصبر فِيهِ ذُو الشجَاعَة والندى ... على الذل والمأمور والعلج والوالي)
وَخرج فِي غَارة أغارها على عقيل وَمَعَهُ عَليّ بن جعد الْحَارِثِيّ وَالنضْر بن مضَارب فَأَغَارُوا عَلَيْهِم فَخرج فِي طَلَبهمْ بَنو عقيل وافترقوا عَلَيْهِم فِي الطَّرِيق وَوَضَعُوا عَلَيْهِم الأرصاد على المضايق وَكَانُوا كلما أفلتوا من عصبَة لقيتهم أُخْرَى حَتَّى أَتَوا بِلَاد نهد فَرجع عَنْهُم بَنو عقيل بَعْدَمَا فتكوا فيهم فَقَالَ جَعْفَر قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل
(أَلا لَا أبلي بعد يومي بسحبلٍ ... إِذا لم أعذب أَن يَجِيء حماميا)
وَهِي مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني