وَكَانَ القَاضِي جمال الدّين الْمَذْكُور قد شَارك الْحَافِظ أَبَا الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فِي كثير من مشائخه الدماشقة سَمَاعا وَفِي الغرباء إجَازَة وَسمع بِدِمَشْق عَليّ بن الْمُسلم وَعبد الْكَرِيم بن حَمْزَة وَعلي بن أَحْمد بن قيس الْمَالِكِي وَسمع بحلب عَليّ بن سُلَيْمَان الْمرَادِي أَكثر كتب الْبَيْهَقِيّ وَكَانَ آخر من حدث عَن عبد الْكَرِيم الْحداد وجمال الْإِسْلَام عَليّ بن الْمُسلم سَمَاعا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله الفراوي وَهبة الله بن سهل وقاضي المارستان وَابْن السَّمرقَنْدِي والأنماطي وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَأَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِي وَعبد الْمُنعم بن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي
٣ - (عبد الصَّمد بن المعذل)
عبد الصَّمد بن المعذل بن غيلَان بن الحكم بن البخْترِي بن الْمُخْتَار بن ذريح بن أَوْس بن همام بن ربيعَة يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان وَهُوَ أَخُو أَحْمد الْمَذْكُور فِي الأحمدين كَانَ شَاعِرًا)
فصيحاً من شعراء الدولة العباسية بَصرِي المولد والمنشأ وَكَانَ هجاء خَبِيث اللِّسَان شَدِيد الْعَارِضَة لَا يسلم مِنْهُ من مدحه من الهجو فضلا عَن غَيره توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه وهما طرفا نقيض وَمن شعره الْكَامِل
(استبق قَلْبك لَا يَمُوت صبَابَة ... حذرا لبين أَخ لَهُ يتَوَقَّع)
(إِن حَان بَينهم وقلبك بَائِن ... فَبِأَي قلب بعد ذَلِك تجزع)
وَمِنْه الْبَسِيط
(إِن الْعُيُون إِذا أمكن من رجل ... يفعلن بِالْقَلْبِ مَا لَا يفعل الأسل)
(وَلَيْسَ بالبطل الْمَاشِي إِلَى بَطل ... فِي الْحَرْب تخمد أَحْيَانًا وتشتعل)
(لكنه من لوى قلباً إِذا رشقت ... فِيهِ الْعُيُون فَذَاك الْفَارِس البطل)
وَمِنْه الْكَامِل
(برعت محاسنه فجل بهَا ... عَن أَن يقوم بوصفها لفظ)
(نطق الْجمال بِعُذْر عاشقه ... للعاذل فأخرس الْوَعْظ)
(لم تبتذل مِنْهُ الْعُيُون سوى ... مَا نَالَ من وجناته اللحظ)
(مَا للقلوب إِذا التبسن بِهِ ... مِنْهُ سوى حسراتها حَظّ)
(مَا ضرّ من رقت محاسنه ... لَو كَانَ رق فُؤَاده الْفظ)