وَلم يزل فِي الاعتقال إِلَى أَن توفّي على تِلْكَ الْحَال سنة تسع عشرَة وست مائَة وَبنت لَهُ ابْنَته قبَّة على بَاب مَدَنِيَّة رَأس عين ونقلته من حران إِلَيْهَا ودفنته بهَا رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ مولده سنة خمس وَسبعين تَقْديرا
٣ - (ابْن خشكنابجه)
أَحْمد بن عَليّ بن وصيف أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن خشكنانجه كَانَ من متأدبي الْكتاب وَيذْهب مَذْهَب الشِّيعَة ويحضر مجَالِس النّظر فَيسْأَل عَن مسَائِل وَيتَكَلَّم عَلَيْهَا نادم)
الوزراء ومدحهم مُنْذُ أَيَّام المهلبي وَأدْركَ عضد الدولة وأنشده وَبَقِي إِلَى أَيَّام شرف الدولة واختصه ابْن بَقِيَّة وَتُوفِّي عَن سنٍّ عالية كتب إِلَى أبي إِسْحَاق الصَّابِئ سلمت بالجفون سلمى فَسلمت إِلَيْهَا قلباً سليما سقيما
(بالقوام القويم يَهْتَز لدنا ... زَاده الهز فِي النقا تقويما)
(كم لَهَا من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ بِهِ تداوي الكلوما)
(رب ليلٍ من فرعها ونهارٍ ... من سنا وَجههَا اتَّخذت نديما)
(جِئْته قَاطعا بوخد المهاري ... قد براها السرى وأنضى الشحوما)
وَهِي تحكي قلامة من شبا الظفر إِذا قطّ رَأسه تقليما حَيْثُ لَا يعرف النَّهَار من اللَّيْل وَلَا تبصر النُّجُوم النجوما
(فَإِذا لوّح الصَّباح ضِيَاء ... قلت فجرٌ يردّ لَيْلًا بهيما)
(لَيْسَ يجلو الظلام وَالظُّلم إِلَّا ... وَجه كَهْف الْأَنَام إبراهيما)
الألد الْخِصَام فِي المأزق الضنك إِذا كَانَ ذُو الحجى مخصوما
(كلمٌ كالشفاء من بعد سقمٍ ... قسم الدّرّ بَينه تقسيما)
قلت شعر متوسط وَله كتاب النثر الْمَوْصُول بالنظم كتاب صناعَة البلاغة كتاب الْفَوَائِد
٣ - (أَبُو عِيسَى بن المنجم)
أَحْمد بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور بن المنجم أَبُو عِيسَى ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب فهرست الْعلمَاء وَقَالَ كَانَ من أفاضلهم وَله كتاب تَارِيخ سني الْعَالم وَذكره الثعالبي فَقَالَ كَانَ ينادم الصاحب ابْن عباد وَمن شعره