اللُّغَة وَالْأَدب
قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلَان وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن حسنون النَّرْسِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء أَبَا يعلى وسافر إِلَى الشَّام وَسمع بِدِمَشْق مُحَمَّد بن مكي بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ وبصور عبد الْوَهَّاب ابْن الْحُسَيْن بن عمر بن برهَان الغزال وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن الْحسن الإدريسي والخطيب أَبَا بكر
وَدخل بَغْدَاد ثَانِيًا وروى بهَا شَيْئا من شعره وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
وَمن شعره من الْخَفِيف
(لست أنسى وقوفنا نتشاكى ... بدموع الجفون حَتَّى الصَّباح)
وفراقي لكم وَقد نشر الصُّبْح جناحيه خيفة الافتضاح وَمِنْه من الطَّوِيل
(تصدر للتدريس كل مهوس ... بليدٍ تسمى بالفقيه الْمدرس)
(فَحق لأهل العلن أَن يتمثلوا ... بيتٍ قديمٍ شاع فِي كل مجْلِس)
(لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها ... كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس)
٣ - (الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان شرف الدّين بن رَيَّان)
الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن شرف الدّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي جمال الدّين أبي الرّبيع بن رَيَّان الطَّائِي تقدم ذكر أَخِيه القَاضِي بهاء الدّين الْحسن
ولد شرف الدّين هَذَا بحلب سنة اثْنَيْنِ وَسَبْعمائة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن مشرف وست الوزراء بِدِمَشْق حضوراً وَسمع المقامات على ابْن الصايغ وَقَرَأَ بحلب الحاجبية على الشَّيْخ علم الدّين طَلْحَة وَقَرَأَ على الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزملكاني أَوَائِل ضوء الْمِصْبَاح
وَحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم صَغِيرا وَصلى بِهِ وَنقل بعض الرِّوَايَات وَلما قدم مَعَ وَالِده إِلَى صفد قَرَأَ على الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي النَّحْو
وطالع وَحصل وَكتب وأتقن الْإِعْرَاب وَمهر فِيهِ وَأما خطه البهج فأسحر من الطّرف الغنج
وتولع بالنظم إِلَى أَن أَجَاد فِيهِ ونظم فِي سَائِر أَنْوَاعه من أوزان الْعَرَب والموشح والزجل)
والبليق والمواليا والدوبيت فَأَما البلاليق الهزلية فَإِنَّهُ قوسان عصره ونوشادره بِحَيْثُ إِنَّنِي مَا أعلم أحدا فِي عصره يُقَارِبه فِيهِ ونظم صور الْكَوَاكِب ونظم فِي البديع كتابا سَمَّاهُ زهر الرّبيع وَأَنْشَأَ مفاخراتٍ عدَّة وَسمع على الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَأَجَازَهُ رِوَايَة مصنفاته