(مَا ضَاقَتْ الدّنيا عليَّ بأسرها ... حَتَّى تراني رَاغِبًا فِي زاهد)
وَمن شعر ركن الدولة من الطَّوِيل
(إِذا خضب الْمَرْء الشّباب بعطره ... وأمَّل أَن يحظى بِذَاكَ لَدَى الْحور)
(بذلن لَهُ زور الْمَوَدَّة إنّه ... كَذَاك يجازى صَاحب الزُّور بالزُّور)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وَقَالُوا أفق من سكرة اللَّهْو والصِّبا ... فقد لَاحَ صبحٌ فِي دجاك عَجِيب)
(فَقلت أخلائي دَعونِي ولذتي ... فَإِن الْكرَى عِنْد الصّباح يطيب)
وَلم يكن الْملك الْعَزِيز يركب فِي زبزب أَو يقْعد فِي مجْلِس إِلَّا وَحَوله كتب الْأَدَب ينظر فِيهَا
وكانيحضر مَجْلِسه جمَاعَة من أهل الْأَدَب مثل أبي الْحسن الخيشيّ وَأبي عَليّ البونسي وَأبي غالبٍ بن بَشرَان النحويّ ونظرائهم وَقد أعدُّوا مَا يذاكرون بِهِ من أَخْبَار ونوادر وملح وأشعار فَلَا يُورد أحدهم شَيْئا إِلَّا وسابقه الْملك الْعَزِيز إِلَيْهِ أَو عَارضه فِيهِ بِمثلِهِ وَزِيَادَة
٣ - (سبط بن الحماميَّة)
خسرو شاه بن سعد بن عبد السيّد بن أبي الفوارس أَبُو شُجَاع سبط أبي عليّ ابْن الحماميّة)
ويسمَّى مُحَمَّدًا أَيْضا كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ شعر وَقد حدَّث عَن الشريف أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُهْتَدي بِيَسِير وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمْس مائةٍ وَمن شعره من الْبَسِيط
(وليلةٍ جعلت فِي أرْضهَا فلكاً ... يديره عَبث الْقَيْنَات بالوتر)
(فشمسه الكأس والمصباح كوكبه ... وبدره شادنٌ من أحسن الصُّور)
(فسعدها بِتمَام اللّيل متّصلٌ ... ونحسها فرقةٌ يَأْتِي مَعَ السّحر)
قلت شعر جيد
٣ - (صَاحب غزنة)
خسرو شاه سُلْطَان غزنة وَابْن سلاطينها ولي الْملك بعد أَبِيه بهْرَام شاه بن مَسْعُود ابْن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين وَكَانَ عادلاً حسن السِّيرَة فِي رعيَّته محباً للخير مقرِّباً للْعُلَمَاء يرجع إِلَى قَوْلهم وَكَانَ ملكه تسع سِنِين وَملك بعده ابْنه ملكشاه فلمّا ملك نزل عَلَاء الدّين ملك الْغَوْر فحاصر غزنة وَكَانَ الثَّلج كثيرا فَلم يُمكنهُ الْمقَام وَعَاد إِلَى بِلَاده وَكَانَت وَفَاة خسروشاه سنة خمسٍ وَخمسين وَخمْس مائَة