(يَا خليلي نلتما النعماء ... وتسنمتما الْعلَا والْعَلَاء)
ألمما بالشاغور بِالْمَسْجِدِ المهجور واستمطرا لَهُ الأنواء
(امنحا صَاحِبي الَّذِي كَانَ فِيهِ ... كل يومٍ تَحِيَّة وثناء)
ثمَّ قولا لَهُ اعْتبرنَا الَّذِي فهت بِهِ مادحاً فَكَانَ هجاء
(وَقَبلنَا فِيهِ اعتذارك عَمَّا ... قَالَه الجاهلون عَنْك افتراء)
وَقَالَ فتيَان رَأَيْته بعد مَوته فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ أنشدته قصيدةً مَا فِي الْجنَّة مثلهَا فَتعلق بحفظي مِنْهَا من المنسرح
(يَا هَذِه أقصري عَن العذل ... فلست فِي الْحل ويك من قبلي)
(يَا رب هَا قد أتيت معترفاً ... بِمَا جنته يداي من زلل)
(ملآن كفٍ بِكُل مأثمةٍ ... صفر يدٍ من محَاسِن الْعَمَل)
(فَكيف أخْشَى نَارا مسعرةً ... وَأَنت يَا رب فِي الْقِيَامَة لي)
قَالَ فو الله مُنْذُ فرغت من إنشادها مَا سَمِعت حسيس النَّار
وَمن شعره من الْكَامِل
(يَا ابْن الَّذين نرفعوا فِي مجدهم ... وعلت أخامصهم فروع شمام)
(أَنا عَالم ملكٌ بِكَسْر اللَّام فِي ... مَا أدعيه لَا بِفَتْح اللَّام)
٣ - (الْهَمدَانِي الْكُوفِي العابد)
الْحسن بن صَالح بن حَيّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله الْهَمدَانِي الْكُوفِي العابد أَخُو عَليّ بن صَالح
قَالَ أَبُو زرْعَة اجْتمع فِي الْحسن بن صَالح إتقانٌ وَفقه وَعبادَة وزهد وَكَانَ وكيعٌ يعظمه ويشبهه بِسَعِيد بن حبير
وَقَالَ عَبدة بن سُلَيْمَان إِنِّي لأرى أَن الله يستحي أَن يعذب الْحسن ابْن صَالح
وَقَالَ ابْن عدي لم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا
وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة وَكَانَ يرى السَّيْف وَكَانَ من كبار الْفُقَهَاء لَهُ أَقْوَال تحكى فِي الخلافيات)
روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة