من بني مَنَاة بن تَمِيم من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَأمه الفارعة بنت حميري ولأبيع صُحْبَة وَكَانَ إِيَاس شريفاً اعتم يَوْمًا وَهُوَ يُرِيد بشر بن مَرْوَان فَنظر فِي الْمرْآة فَإِذا شيبَة فِي ذقنه فَقَالَ يَا جَارِيَة انظري من بِالْبَابِ من قومِي فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ يَا قوم إِنِّي كنت قد وهبت لكم شَبَابِي فهبوا لي مشيبي لَا أَرَانِي حمير الْحَاجَات وَهَذَا الْمَوْت يقرب مني ثمَّ نفض عمَامَته وَاعْتَزل النَّاس يعبد ربه حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ
٣ - (إِيَاس بن معَاذ)
من بني عبد الْأَشْهَل وَلما قدم فتية من بني عبد الْأَشْهَل وَفِيهِمْ إِيَاس يَلْتَمِسُونَ الْحلف من قُرَيْش على قَومهمْ من الْخَزْرَج سمع بهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهُم فَجَلَسَ إِلَيْهِم وَقَالَ هَل لكم إِلَيّ خير مِمَّا جئْتُمْ لَهُ قَالُوا وَمَا ذَاك قَالَ أنارسول الله يعثني إِلَى الْعباد أدعوهم إِلَى أَن يعبدوا الله وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا وَأنزل عَليّ الْكتاب وَذكر لَهُم الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن فَقَالَ إِيَاس بن معَاذ وَكَانَ حَدثا أَي قوم هَذَا وَالله خير مِمَّا جئْتُمْ فِيهِ فَأخذ أنس)
بن رَافع حفْنَة من الْبَطْحَاء فَضرب بهَا وَجه إِيَاس وَقَالَ دَعْنَا مِنْك فلعمري لقد جِئْنَا لغير هَذَا فَصمت إِيَاس وَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَانْصَرفُوا إِلَى الْمَدِينَة فَكَانَت وقْعَة بُعَاث بن الْأَوْس والخزرج ثمَّ لم يلبث إِيَاس بن معَاذ أَن هلك وَلم يزل قومه يسمعونه يهلل الله ويكبره وَيَحْمَدهُ ويسبحه حَتَّى مَاتَ فَمَا كَانُوا يَشكونَ أَنه مَاتَ مُسلما
٣ - (القَاضِي إِيَاس)
إِيَاس بن مُعَاوِيَة بن قُرَّة أَو وَاثِلَة الْبَصْرِيّ الْمُزنِيّ قَاضِي الْبَصْرَة وَأحد الْأَعْلَام روى عَن أَبِيه وَأنس بن مَالك وَسَعِيد بن الْمسيب وَسَعِيد بن جُبَير وَغَيرهم روى لَهُ مُسلم وَابْن ماجة
وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ مُسلم شَيْئا فِي مُقَدّمَة الْكتاب وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا قَالَ عبد الله ابْن شَوْذَب كَانَ يُقَال يُولد كل عَام بعد الْمِائَة رجل تَامّ الْعقل وَكَانُوا يرَوْنَ إِيَاس بن مُعَاوِيَة مِنْهُم وَكَانَ أحد من يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء والرأي والسؤدد وَالْعقل وَأول مَا ولي الْقَضَاء مَا قَامَ حَتَّى قضى سبعين قَضِيَّة وفصلها ثمَّ خرج إِيَاس من الْقَضَاء فِي قضيةٍ كَانَت فَاسْتعْمل عدي بن أَرْطَاة على الْقَضَاء الْحسن الْبَصْرِيّ وَقد اخْتلفُوا فِي هروبه من الْقَضَاء على أَقْوَال أَحدهَا أَنه رد شَهَادَة شريفٍ مُطَاع فآلى أَن يقْتله فهرب وَقَالَ خَالِد الْحذاء قضى إِيَاس بِشَاهِد وَيَمِين الْمُدَّعِي وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز قد ولاه الْقَضَاء لِأَنَّهُ كتب إِلَى نَائِبه بالعراق عدي بن أَرْطَاة أَن