سَارِقا لأنّه كَانَ رحِيما رَقِيق الْقلب لَا يُعَاقب على زلَّة ولّما كَانَ بِمصْر كَانَ يصدّ السُّلْطَان ويمنعه عَن أَشْيَاء يرومها وَلما عزم على إِيصَال نهر الساجور إِلَى حلب قيل لَهُ إِن أحدأً مَا تحرّك فِيهِ سودي مَاتَ وَمَا دخل الْبَلَد فَقَالَ أَنا أكون فدَاء الْمُسلمين وَأقَام شخصا من جِهَته اسْمه أرغون فَلَمَّا وصل النَّهر أَصَابَهُ ألم عَظِيم طوّل بِهِ وجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان طبيبة صَلَاح الدّين ابْن الْبُرْهَان فَلم يصل إِلَى دمشق حَتَّى مَاتَ)
رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن بتربةٍ اشْتريت لَهُ بحلب وَكَانَ لَهُ من الْعُمر بضع وَأَرْبَعُونَ سنة
٣ - (الشمسي)
أرغون الْأَمِير سيف الدّين الشمسي حضر أَمِيرا إِلَى دمشق من الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
الأرغياني الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه سهل بن أَحْمد
وَأَبُو نصر الأرغياني اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله
[أرقطاي]
٣ - (نَائِب مصر وحلب)
أرقطاي الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بالحاج أرقطاي هُوَ من مماليك الْأَشْرَف وَفِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر جعل جمداراً وَكَانَ هُوَ والأمير سيف الدّين أوتامش نَائِب الكرك بَينهمَا أخوّة وهما فِي لِسَان التّرْك وَاللِّسَان القبجاقي فصيحان وَكَانَا يرجع إِلَيْهِمَا فِي الياسة الَّتِي هِيَ بَين الأتراك ولّما خرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى نِيَابَة الشَّام خرج مَعَه وثالثهما الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البجمقدار فَحَضَرُوا إِلَى دمشق على الْبَرِيد ولّما كَانَ بعد قَلِيل بلغ تنكز أَن الْأُمَرَاء بِدِمَشْق يتوجهون إِلَى دَار الْحَاج أرقطاي ويأكلون على سماطه فَمَا حمل ذَلِك تنكز وَكتب إِلَى السُّلْطَان فرسم لَهُ بنيابة حمص وَكَانَ قد أعْطى خبر بيبرس العلائي ومماليكه وحاشيته فَأَخذهُم عِنْده وَأقَام بحمص مُدَّة ثمَّ رسم لَهُ بنيابة صفد فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن فَأَقَامَ بهَا وَعمر بهَا دوراً وأملاكا وَتوفيت زَوجته ابْنة الْأَمِير شمس الدّين سنقرشاه المنصوري فَعمل لَهَا تربة شمَالي الْجَامِع الظَّاهِرِيّ بصفد وَهِي تربة حَسَنَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى عماير صفد وَصَارَ بهَا للجامع رونق لم يكن لَهُ أوّلا وَأعْطِي وَلَده أَمِير عَليّ طبلخاناة وَولده أَمِير إِبْرَهِيمُ عشرَة بَعْدَمَا طلبهما السُّلْطَان وَذَلِكَ بسفارة الْأَمِير سيف الدّين تنكز وأمّرهما بِدِمَشْق عِنْده وَأَقَامَا مديدةً ثمَّ جهزهما إِلَى صفد وَكَانَ قد حنا عَلَيْهِ تنكز حنّوا كَبِيرا ولّما كَانَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة طلب الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي إِلَى مصر وجهّز الْأَمِير سيف الدّين أوتامش أَخُوهُ مَكَانَهُ إِلَى نِيَابَة صفد وَأقَام الْحَاج أرقطاي بِالْقَاهِرَةِ يعْمل نِيَابَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute