يشْغلهُ بِالْحَدِيثِ وَأمر من جَاءَهُ بِتِلْكَ الرقعة ففكها وَقرأَهَا وَكتب فِيهَا على لِسَان أبي تَمام الطَّائِي من الْخَفِيف
(لَيْت شعري عَن لَيْت شعري هَذَا ... أبهزلٍ تَقوله أم بجد)
(فلئن كنت فِي الْمقَال مجداً ... يَا ابْن وهب لقد تظرفت بعدِي)
وتشبهت بِي وَكنت أرى أَنِّي أَنا العاشق المتيم وحدي لَا أحب الَّذِي يلوم وَإِن كَانَ حَرِيصًا على صلاحي وزهدي بل أحب الْأَخ المشارك فِي الْحبّ وَإِن لم يكن بِهِ مثل وجدي
(كنديمي أبي عليٍّ وحاشا ... لنديمي من مثل شقوة جدي)
(إِن مولَايَ عبد غَيْرِي وَلَوْلَا ... شُؤْم جدي لَكَانَ مولَايَ عَبدِي)
وَمِنْه من مجزوء الرمل كثر الشَّرّ وَقل الْخَيْر حَتَّى سَاءَ ظَنِّي ونبا الدَّهْر كَأَن الدَّهْر قد أوحش مني فَهُوَ يرميني بإعراض وَصد وتجني لَيْسَ لي مِنْهُ وَإِن طَال سوى روح التَّمَنِّي عجبا من سَعَة الرزق الَّذِي قد ضَاقَ عني)
٣ - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب)
الْحسن بن يحيى بن عمَارَة أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب كَانَ شَيخا نبيلاً كَاتبا أديباً يتَوَلَّى الْكِتَابَة فِي أَعمال نهر عِيسَى
سمع شَيْئا من الحَدِيث النَّبَوِيّ من أبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد طَاهِر الْمَقْدِسِي والوزير أبي المظفر يحيى بن هُبَيْرَة قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار وَمَا أظنُّه روى شَيْئا وَلم يتَّفق لي أَن أكتب عَنهُ شَيْئا وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودداً مضيء الْوَجْه وَأورد لَهُ من الطَّوِيل
(فَخر الورى من عاف كل دنية ... وَكَانَ بِمَا دون الْعلَا غير قَانِع)
(وأضرم نَار الْجُود فِي كل غاسقٍ ... ليهدي إِلَيْهَا كل عافٍ وقانع)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(ركبت مطا الْيَأْس المريح فَسَار بِي ... إِلَى الْعِزّ لَا يلوي بذل المطامع)
(فَمن شَاءَ عزا لَا بيَدي ومنعةً ... تزيد فيعلو متن هَذَا المطا معي)