٣ - (ابْن سُلَيْمَان)
ابْن عَبَّاس مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي وَأمه أم حسن بنت جَعْفَر بن حسن بن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ من وُجُوه بني الْعَبَّاس وأشرافهم ولد بالحميمة من أَرض البلقاء سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وماية وَكَانَ جواداً ممدحاً ولاه أَبُو جَعْفَر الْكُوفَة وَالْبَصْرَة مرَّتَيْنِ ووليها للهادي والرشيد قدم على الرشيد معزيا فِي أَخِيه ومهيناً لَهُ بالخلافة فَأكْرمه وعظمه وزاده على ولَايَته كور فَارس والبحرين وعمان واليمامة والأهواز وكور دجلة وَلم يجْتَمع هَذَا لغيره وشيعه الرشيد إِلَى لكواذا وزوجه الْمهْدي ابْنَته وَكَانَ لَهُ خَاتم من يقاوت أَحْمَر لم ير مثله فَسقط من يَده فطلبوه فَلم يجده فَقَالَ اطفئوا الشمع فَفَعَلُوا فرأوه وَكَانَ لَهُ خَمْسُونَ ألف عبد مِنْهُم عسرون ألفا عتاقة وَكَانَت بِهِ رُطُوبَة وَكَانَ يتداوى بالمسك فيستعمل مِنْهُ كل يَوْم عشْرين مِثْقَالا ويتركه فِي عُكَن بَطْنه وَكَانَت غَلَّته فِي كل يَوْم ماية ألف دِرْهَم وَكَانَ لَهُ لِسَان فيصعد الْمِنْبَر بِالْبَصْرَةِ فيأمر بِالْعَدْلِ الْإِحْسَان وَينْهى عَن الْمُنكر مَعَ ظلمَة فَيَقُول أهل الْبَصْرَة أَلا ترَوْنَ مَا نَحن فِيهِ من هَذَا الظَّالِم الجابر فَاجْتمعُوا إِلَى أبي سعيد الضبعِي وَقَالُوا كَلمه فَلَمَّا صعد الْمِنْبَر قَالَ لَهُ يَا ابْن سُلَيْمَان لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ يَا ابْن سُلَيْمَان لَيْسَ بَيْنك وَبَين أَن تتمنى أَنَّك لم تخلق إِلَّا أَن يدْخل ملك الْمَوْت من بَاب بَيْتك فخنقته الْعبْرَة فَلم يتَكَلَّم فَقَامَ أَخُوهُ جَعْفَر إِلَى جَانب الْمِنْبَر وَتكلم عَنهُ فَأَحبهُ النساك حِين خنقته الْعبْرَة)
وَقَالُوا مُؤمن مَذْهَب وَهُوَ القايل للمهدي
(بقيت أَمِير الْمُؤمنِينَ على الدَّهْر ... وَلَقِيت خيرا من إِمَام وَمن صهر)
(لقد زيدت اليام حسنا لِأَنَّهَا ... مَعَ اسْمك تجْرِي فِي النوازع وَالذكر)
(مُحَمَّد الْمهْدي أَمن وَرَحْمَة ... وَيسر أَتَى بعد المخافة والعسر)
(لبدر بني الْعَبَّاس مهْدي هَاشم ... أجل من الشَّمْس المضيئة والبدر)
وَأقَام بِبَابِهِ جمَاعَة من الشُّعَرَاء وَلم يصلهم فَكتب إِلَيْهِ أحدهم
(لَا تقبلن الشّعْر ثمَّ تعيقه ... وتنام وَالشعرَاء غير نيام)
(وَاعْلَم بِأَنَّهُم إِذا لم ينصوفا ... حكمُوا لأَنْفُسِهِمْ على الْحُكَّام)
(وَجِنَايَة الْجَانِي عَلَيْهِم تَنْقَضِي ... وهجاؤهم يبْقى على الْأَيَّام)
فأجازهم وَأحسن إِلَيْهِم وَتُوفِّي هُوَ الخيزران فِي يَوْم وَاحِد سنة ثلث وَسبعين وماية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute