(يذمك النَّاس جَمِيعًا فَمَا ... يلقاك مِنْهُم وَاحِد يحمد)
(طرف الَّذِي استرعاك أَمر الورى ... بعد اختبارٍ غائر أرمد)
فَلَمَّا قتل أَحْمد قَالَ ابْن مكرم يرثيه
(عين بكي على ابْن إِسْرَائِيل ... لَا تملي من البكا والعويل)
(واجزعي وارفضي التصبر عَنهُ ... إِنَّه فِي الْوَفَاء غير جميلٍ)
٣ - (جمال الدّين ابْن مكرم)
مُحَمَّد بن مكرم بتَشْديد الرَّاء بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الرويفعي الإفْرِيقِي ثمَّ الْمصْرِيّ القَاضِي جمال الدّين أَبُو الْفضل من ولد رويفع بن ثَابت الصَّحَابِيّ ولد أول سنة ثَلَاث وَسمع من يُوسُف بن المخيلي وَعبد الرَّحْمَن بن الطُّفَيْل ومرتضى بن حَاتِم وَابْن المقير وَطَائِفَة)
وَتفرد وَعمر وَكبر وَأَكْثرُوا عَنهُ وَكَانَ فَاضلا وَعِنْده تشيع بِلَا رفض مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة خدم فِي الْإِنْشَاء بِمصْر ثمَّ ولي نظر طرابلس كتب عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ ولد الْمَذْكُور يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة وَهُوَ كَاتب الْإِنْشَاء الشريف وَاخْتصرَ كتبا وَكَانَ كثير النّسخ ذَا خطّ حسن وَله أدب ونظم ونثر وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ سادس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة
(ضع كتابي إِذا أَتَاك إِلَى الأر ... ض وَقَلبه فِي يَديك لماما)
(فعلى خَتمه وَفِي جانبيه ... قبل قد وضعتهن تؤاما)
(كَانَ قصدي بهَا مُبَاشرَة الأر ... ض وكفيك بالتثامي إِذا مَا)
وأنشدني الْمَذْكُور لِأَبِيهِ المكرم
(النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم ... وَصَدقُوا بِالَّذِي أَدْرِي وتدرينا)
(مَاذَا يَضرك فِي تَصْدِيق قَوْلهم ... بِأَن نحقق مَا فِينَا يظنونا)
(حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة ... بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا)
أَنْشدني لَهُ أَيْضا
(توهم فِينَا النَّاس أمرا وصممت ... على ذَاك مِنْهُم أنفس وَقُلُوب)
(وظنوا وَبَعض الظَّن إِثْم وَكلهمْ ... لأقواله فِينَا عَلَيْهِ ذنُوب)