من هُنَاكَ إِلَى الديار المصرية وَدَفنه بالقرافة الصُّغْرَى فِي ترتبه سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَلما مَاتَ كَانَ عمره تَقْرِيبًا إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة وَمن شعر صَلَاح الدّين الْمَذْكُور
(تعدّى إِلَى الْخَيل الغرام فَإِنَّهَا ... بِطيب زمَان الْوَصْل يخبرها عَنَّا)
(فنجذبها رفقا بِنَا وتجرّنا ... إِلَيْكُم من الشوق الَّذِي اكْتسبت منا)
٣ - (ابْن الْأَشْقَر النَّحْوِيّ)
أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن عَليّ بن الْأَشْقَر أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ البغداذي كَانَ أديباً فَاضلا حسن الْمعرفَة بالنحو قَرَأَ على التبريزي ولازمه حَتَّى برع وَيُقَال إِن ابْن الخشاب كَانَ يمْضِي إِلَى منزله ويسأله عَن مسَائِل فِي النَّحْو ويبحث مَعَه فِيهَا وَكَانَ يحضر حَلقَة الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الزَّاهِد وَتُوفِّي قبل الْخمس مائَة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَالله أعلم
٣ - (ابْن طومار)
أَحْمد بن عبد الصَّمد بن صَالح بن عَليّ بن الْمهْدي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن طومار كَانَ يتَوَلَّى)
النقابة على جَمِيع بني هَاشم العباسيين والطالبيين وَكَانَ شيخ بني هَاشم فِي وقته وجليلهم جَالس الْمُوفق والمعتضد والمكتفي وَله شعر وَعلم بِالْغنَاءِ وصنعة فِيهِ كتب إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله بن بشر المزيدي أَيهَا السَّيِّد المحبب فِي النَّاس أَطَالَ الْإِلَه عمرك حينا
(فِي سرورٍ ونعمةٍ وحبورٍ ... لم يَا أوصل الْأَنَام جفينا)
(أغثاثاً رَأَيْتنَا أم ثقالاً ... عِنْدَمَا تشْتَهي فتزهد فِينَا)
(أدهانا واشٍ لديك بسوءٍ ... صَار ذَنبا لم نجنه فقلينا)
(قد أَتَيْنَا مطفّلين مرَارًا ... فَرَأَيْنَا الْحجاب حصناً حصينا)
مَا من الْعدْل أَن نرد إِذا جِئْنَا وَإِن لم نجئ فَمَا تدعونا
(نَحن لَوْلَا شوقٌ يجرّ كلَاما ... لتمادى سكوتنا مَا بَقينَا)
(لَو وثقنا من الْحجاب بلينٍ ... ثمَّ لم تدعنا اخْتِيَارا لجينا)
وَلما رَحل الْمُوفق من وَاسِط يُرِيد بغداذ أهدي لَهُ من عبد السَّلَام بن مُحَمَّد حَاجِبه أَصْنَاف الْأَطْعِمَة والفواكه وَكَانَ فِيمَا أهدي إِلَيْهِ جمارة فِي لَوْنهَا توريد قد خالط بياضهما فاستحسنها وَقَالَ قُولُوا فِي هَذِه شَيْئا فَسبق ابْن طومار وَقَالَ
(شبّهت حسن تورّد الجمّار ... خدّ الحبيب فهاج لي تذكاري)
(خدٌّ تجرحه الْعُيُون بلحظها ... فيظلُّ مجروحاً من الْأَبْصَار)
فَاسْتحْسن سرعته ووهب لَهُ صينية فضَّة كَانَت بَين يَدَيْهِ مَمْلُوءَة دَرَاهِم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ