٣ - (الأسديّ)
الْحُسَيْن بن مطيرٍ تَصْغِير مطر الأسديّ من فحول الشّعراء مدح الدولتين وَله مدائح فِي المهديّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبعين وَمِائَة قَالَ صَاحب الأغاني هُوَ مولى بني سعد بن مَالك من بني أَسد وَهُوَ يذهب مَذْهَب الْأَعْرَاب وَكَانَ من سَاكِني ربالة وَقَالَ يمدح المهديّ من الطَّوِيل
(إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ تعسَّفت ... بِي البيد هوجاء النَّجاء خبوب)
(وَلَو لم يكن قدَّامها مَا تقاذفت ... جبالٌ بهَا مغبرَّةٌ وسهوب)
(فَتى هُوَ من غير التخلُّق ماجدٌ ... وَمن غير تَأْدِيب الرِّجال أديب)
(علا خلقه خلق الرِّجال وخلقه ... إِذا ضَاقَ أَخْلَاق الرِّجال رحيب)
)
(إِذا شَاهد القواد سَار أمامهم ... جرىءٌ على مَا يتَّقون وثوب)
(وَإِن غَابَ عَنْهُم شاهدتهم مهابة ... بهَا تقهر الْأَعْدَاء حِين يغيب)
(يعفُّ ويستحيي إِذا كَانَ خَالِيا ... كَمَا عفَّ واستحيى بِحَيْثُ رَقِيب)
فَلَمَّا أنشدها الْمهْدي أَمر لَهُ بسبعين ألف دِرْهَم وحصان جواد وَدخل عَلَيْهِ أَيْضا فأنشده من الْبسط
(لَو يعبد النَّاس يَا مهْدي أفضلهم ... مَا كَانَ فِي النَّاس إِلَّا أَنْت معبود)
(أضحت يَمِينك من جودٍ مصوَّرة ... لَا بل يَمِينك مِنْهَا صوِّر الْجُود)
(لَو أنَّ من نوره مِثْقَال خردلةٍ ... فِي السُّود طرّاً إِذا لَا بيضَّت السُّود)
وَقَالَ يرثي معن بن زَائِدَة من الطَّوِيل
(ألمَّا على معنٍ وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعًا ثمَّ مربعًا)
(أيا قبر معنٍ أَنْت أوَّل حفرةٍ ... من الأَرْض خطُّت للسَّماحة مضجعا)
(وَيَا قبر معِين كَيفَ واريت جوده ... وَقد كَانَ مِنْهُ الْبر وَالْبَحْر مترعا)
(بلَى قد وسعت الْجُود والجود ميِّتٌ ... وَلَو كَانَ حيّاً ضقت حَتَّى تصدَّعا)
(فَتى عَيْش فِي معروفه بعد مَوته ... كَمَا كَانَ بعد السَّيل مجْرَاه مرتعا)
(أَبى ذكر معنٍ أَن تَمُوت فعاله ... وَإِن كَانَ قد لَاقَى حَماما ومصرعا)