(باعدته عَن أضلع تشتاق ... كي لَا ينَام على وساد خافق)
على أَن بعض الأدباء نسبه إِلَى الْجفَاء لما قَالَ باعدته عَن أضلع تشتاقه وَلم يقل باعدت عَنهُ أضلعاً تشتاقه وهذاتنبيه حسن انْتهى
قلت وَقد نظمت هَذَا الْإِيرَاد على ابْن بَقِي وَقلت معارضه فِي وَزنه وروّيه من الْكَامِل
(باعدته من بعد مَا زحزحته ... مَا أَنْت عِنْد ذَوي الغرام بعاشق)
(هَذَا يدل النَّاس مِنْك على الجفا ... إِذْ لَيْسَ هَذَا فعل صبٍّ وامق)
(إِن شِئْت قل أبعدت عَنهُ أضالعي ... ليَكُون فعل المستهام الصّادق)
(أَو قل فَبَاتَ على اضْطِرَاب جوانحي ... كالطفل مُضْطَجعا بمهد خافق)
رَجَعَ الْكَلَام إِلَى ابْن الأبّار قَالَ وَله فِي غُلَام وسيم لسعته نحلةٌ فِي شفته من السَّرِيع
(إِن لسعت لسعاءه نحلة ... وَلم تسعها رخصةٌ فِي اللَّحم)
(عذرتها إِذْ أخذت شَهِدَهَا ... من شفةٍ تشهد فِيهِ لفم)
(لَا غرو فِي النَّحْل ويوحى لَهَا ... أَن تلثم الزهر إِذا مَا ابتسم)
قَالَ وَدخل هُوَ وَأَبُو بكر بن مغاور وصاحبٌ لَهما من الأدباء حمّام بيار من جِهَة شاطبة فصادف هَوَاء بَارِدًا فَقَالَ ابْن مغاور من الْكَامِل
(شرفت بحمام النوار بيار ... فدخانه تعشى بِهِ الْأَبْصَار)
وَقَالَ الآخر من الْكَامِل
(بَيْنَمَا تروم تنعماً فِي دفئه ... يغشاك قرٌ مَا عَلَيْهِ قَرَار)
وَقَالَ أَبُو الحكم بن عتال من الْكَامِل
(لَو أَن لي فِيهَا عَصا مُوسَى على ... آياتها مَا فرّ مني الفار)
فَقَالَ ابْن مغاور على أَنَّك ابْن الهزال مصفِّراً بِاللِّسَانِ العجمي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن)
غثّال رَأَيْته قد ضَبطهَا بِالْغبنِ الْمُعْجَمَة والثاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْمُشَدّدَة كَانَ أديباً كَاتبا منشئاً لَهُ خطبٌ ارْض بهَا ابْن نَبَاته وأقرأ الْعَرَبيَّة وَمَات فِي سجن الدولة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وخمسمئة
٣ - (ابْن الحكّاك)
جَعْفَر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله التَّمِيمِي أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن الحكّاك من أهل مَكَّة سمع بهَا أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَخْر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ وَأَبا نصر عبيد الله بن سعيد بن حَاتِم الوائلي وَالْقَاضِي أَبَا عبد الله