(أَقَمْنَا وأوقات السرُور قَصِيرَة ... وهيهات أَن يحظى بلذاته صب)
(وَللَّه صنع يجمع الشمل عبد مَا ... تطاولت الأشتات واستؤيس الْقرب)
وَمِنْه أَيْضا
(إِنِّي وَإِن شط المزار وبددت ... أَيدي النوائب شملنا المنظوما)
(لم أخل من حسن الثَّنَاء عَلَيْكُم ... مذ غبت عَنْكُم ظَاعِنًا وَمُقِيمًا)
وَكَانَ وافر الْعقل كثير الْفضل تولى الْأُمُور الجليلة حَتَّى ترشح للوزارة بالعراق فقصده الْوَزير فالتحق بخراسان والتجأ إِلَى السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه وفوض إِلَيْهِ نِيَابَة الوزارة بخراسان قَالَ ابْن النجار وقف كتبا كَثِيرَة من سَائِر الْفُنُون بالخطوط الْمُعْتَبرَة وَجعل لَهَا خزانَة بالجامع الْعَتِيق مِنْهَا الأغاني فِي عشْرين مجلداً ربع الكاغد المخزني وَهِي بِخَط أبي الفوارس الْحُسَيْن بن الخازن مذهبَة الْوُجُوه خدم بهَا المستظهر وعَلى وَجههَا بِخَط المكين ذهب لي هَذِه النُّسْخَة وأنعم بهَا عَليّ سيدنَا ومولانا الإِمَام المقتفي وَلما حدث ببغداذ كَانَ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ومولده عبد السّبْعين
٣ - (أَبُو الْخَيْر الطَّالقَانِي الشَّافِعِي)
أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو الْخَيْر الْقزْوِينِي الإِمَام الْعَالم الزَّاهِد رَئِيس أَصْحَاب الِشافعي كَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالنَّظَر وَالْأُصُول والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والوعظ والزهد رَحل من بَلْدَة قزوين إِلَى نيسابور فَأَقَامَ بهَا عِنْد الْفَقِيه مُحَمَّد بن يحيى وَقَرَأَ عَلَيْهِ ولازمه حَتَّى برع وَصَارَ أحد معيدي دروسه وَقدم بغداذ فحج وَعَاد إِلَى بَلَده ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَعقد بهَا مجْلِس التَّذْكِير ونفقوا كَلَامه وَأَقْبلُوا عَلَيْهِ لحسن سمته وَكَثْرَة محفوظه وجودة إِيرَاده ثمَّ عَاد إِلَى بدله وَعَاد إِلَى بغداذ عبد السِّتين وَخمْس مائَة وَولي التدريس بالنظامية وَحدث بالكتب الْكِبَار صَحِيح مُسلم ومسند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وتاريخ نيسابور للْحَاكِم وَسنَن الْبَيْهَقِيّ الْكَبِير وَدَلَائِل النُّبُوَّة الْبَعْث والنشور للبيهقي وأملى بِجَامِع الْقصر قَالَ لما كنت بنيسابور عِنْد مُحَمَّد بن يحيى وَأَنا صبي كَانَ من عَادَته)
أَنه فِي كل أُسْبُوع يَأْخُذ على الْفُقَهَاء مَا حفظوه وَكنت غير جيد الْحِفْظ فطالبني مرّة عبد مرّة وَأَنا لَا أقدر على حفظه فَأمرنِي بالانتقال من عِنْده والاشتغال على يغره كعادته فنقلت قماشي عِنْد بعض الْفُقَهَاء إِلَى أَن أسكن فِي مَكَان فاشتغلت ذَلِك النَّهَار وأدركني الْمسَاء فأخفيت نَفسِي فِي أتون طباخ ونمت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَاقِف عَليّ فَقَالَ لي يَا أَحْمد لم لَا تذْهب إِلَى الْمدرسَة وتشغل فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّه لَا يَأْتِي مني شَيْء وَقد اجتهدت فَلم افلح فَقَالَ لي بلَى قُم واذهب إِلَى الْمدرسَة قَالَ فَأَعَدْت عَلَيْهِ الْكَلَام ثَانِيًا فَقَالَ لي افْتَحْ فَاك قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute