النّظم الْحسن حفظ الْقُرْآن الْعَزِيز واتقنه وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ أَولا حنبلياً وَحفظ التَّنْبِيه وَكَانَ معيدا بمدرسة أَمِين الدولة عَليّ بن العقيب بِجَامِع بعلبك وَحفظ المقامات الحريرية واتقنها وَكَانَ على ذهنه شعر كثير وَقطعَة من التَّارِيخ حسن المحاضرة دمث الْأَخْلَاق شرِيف النَّفس عِنْده قناعة قَالَ قطب الدّين اليونيني وَكَانَ يلازمني كثيرا وَإِذا سَافَرت صحبني فَلَمَّا كَانَت وقْعَة حمص توجه معي وَاسْتشْهدَ يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْعشْر شهر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست ماية وَلم يستكمل الْأَرْبَعين وَكتب إِلَيّ وَأَنا بِدِمَشْق فِي صدر كتاب
(رام أَن يتْرك الْهوى فَبَدَا لَهُ ... فَرَأى حسن وَجهه فَبَدَا لَهُ)
(كلما لمته على الْجَهْل يزدا ... د ضلالا فخله والجهاله)
(كَيفَ يَرْجُو الشِّفَاء مِنْهُ لصب ... لم نخل السقام إِلَّا خياله)
(نَاقص صبره كثير بكاه ... لَو رَآهُ عدوه لرثى لَهُ)
(دنف ظلّ مستهاماً ببدر ... عَمه الوجد حِين عاين خَاله)
(فاتر الطّرف فاتن الْوَصْف ألمى ... يفضح الْبَدْر حسنه والغزاله)
(يخجل الأسمر المثقف لينًا ... أَن رأى حسن قده وأعتداله)
(ويغير الْغُصْن المهفهف لينًا ... كلما رَاح ينثني فِي الغلاله)
(قلت لما عاينته يَا منى النف ... س إِلَى كم هَذَا الجفا والملاله)
(أَي يَوْم أنال مِنْهُ بك الوص ... ل فولي وَقَالَ لي لن تناله)
وَمن شعره)
(فديتك لَا تعجب لطرفك أَن كبا ... وخامره ضعف فَلَيْسَ لَهُ ذَنْب)
(وَمن فَوْقه طود وبحر سماحة ... عَن شامخ كَيفَ لَا يكبو)
٣ - (أَبُو الْحسن الْقطيعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْحُسَيْن ابْن خلف الْقطيعِي أَبُو الْحسن ابْن)
أبي الْعَبَّاس من أهل القطيعة بِبَاب الأزج بكر بِهِ وَالِده وأسمعه من صغر من أبي الْحسن مُحَمَّد بن الْخلّ الْفَقِيه وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد العباسي الْمَكِّيّ وَأبي بكر مُحَمَّد بن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْقسم نصر بن نصر العكبري وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وسلمان الشحام وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وسافر إِلَى الشَّام وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي الصَّقْر وَغَيره وَأقَام بالموصل وَسمع بهَا من أبي الْفضل عبد الله ابْن أَحْمد الطوسي وَصَحب أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ الْوَاعِظ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من مصنفاته ومروياته وَكَانَ قد ذيل على كتاب التَّارِيخ الَّذِي عمله أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وأذهب عمره فِيهِ قَالَ ابْن النجار وطالعته فَرَأَيْت فِيهِ من الْغَلَط وَالوهم