والربيب على وزارته فَلَمَّا توفّي المستظهر بَقِي أَبُو شجاعٍ على حَاله وزيراً إِلَى أَن توفّي وَالِده الربيب بأصبهان فعزل وَلَده عَن الوزارة بِبَغْدَاد وَتُوفِّي الربيب سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة بهمذان وَله من الْعُمر سبعا وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَحمل تابوته إِلَى بَغْدَاد وَدفن بِبَاب الطَّاق وَكتب المستظهر إِلَى الربيب لما استوزره السُّلْطَان بأصبهان من الْبَسِيط
(تبدَّلوا وتبدّلنا وأخسرنا ... من ابْتغى بَدَلا منَّا فَلم يجد)
٣ - (السّمسار الحنفيّ مُفِيد بَغْدَاد)
الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خسرو البلخيّ أَبُو عبد الله السّمسار الحنفيّ مُفِيد أهل بَغْدَاد فِي وقته
سمع الْكثير من مَالك بن أَحْمد بن عليّ البانياسيّ وَمُحَمّد بن عليّ بن أبي عُثْمَان الدقاق وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَعبد السّلام بن مُحَمَّد القزوينيّ وعليّ بن الْحُسَيْن بن قريشٍ وَعلي بن أَحْمد بن حميدٍ البزَّاز وَنصر بَين أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَأحمد بن عُثْمَان بن نَفِيس الواسطيّ وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن فهدٍ العلَاّف وَعبد الْوَاحِد بن علوان بن عقيل الشّيبانيّ وَفَارِس بن الْحُسَيْن الذّهليّ والنقيب طراد بن مُحَمَّد بن عليّ الزّينبيّ وخلقاً كثيرا وَأكْثر عَن أَصْحَاب أبي عليّ بن شَاذان وَأبين الْقَاسِم بن بَشرَان وَأبي طَالب بن غيلَان وَأبي الْقَاسِم التنوخي وَأبي محمدٍ الجوهريّ وأمثالهم
وَبَالغ فِي الطّلب حَتَّى سمع من طبقته دون هَؤُلَاءِ من أَصْحَاب أبي الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي وَابْن النَّقور وَابْن الصريفيني وَابْن البشريّ حَتَّى كتب عَنهُ جمَاعَة من أقرانه وَكتب بخطّه الْكثير وَقَرَأَ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَكَانَ يُفِيد الغرباء والطلاب والأحداث وانتفع بِهِ جمَاعَة
وَجمع مُسْندًا لأبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وخرَّج تخاريج وَلم يحدِّث إِلَّا باليسير قَالَ ابْن السَّمعانيّ سَأَلت أَبَا الْفَصْل بَين ناصرٍ عَن أبي عبد الله البلخيّ فَقَالَ كَانَ فِيهِ لين يذهب إِلَى)
الاعتزال وَكَانَ حَاطِب ليل يسمع من كلِّ أحدٍ توفّي سنة ستٍّ وَعشْرين وَخمْس مائَة