عبيد الله بن هبة الله ابْن الأصباغي أَبُو غَالب الْكَاتِب تَاج الرؤساء الْبَغْدَادِيّ نَاب فِي ديوَان الزِّمَام بعد عزل أبي عَليّ ابْن صَدَقَة سنة إِحْدَى وَخمْس ماية ثمَّ أُعِيد ابْن صَدَقَة وَجعل عبيد الله مشرفاً عَلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس ماية وَكَانَ أديباً فَاضلا مليح الشّعْر ظريفاً وَمن شعره
(لأنني مَا وضعت قطّ يَدي ... مذ كنت طفْلا إِلَى على النقط)
٣ - (الْوَزير ابْن خاقَان)
عبيد الله بن يحيى بن خاقَان الْأَمِير التركي الْبَغْدَادِيّ الْوَزير وزر للمتوكل وَمَا زَالَ عَلَيْهَا إِلَى أَن قتل المتَوَكل وَتُوفِّي عبيد اله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمَا يتين وَجَرت لَهُ أُمُور فِي انخفاض وارتفاع ونفاه المستعين إِلَى برقة ثمَّ قدم بَغْدَاد ووزر للمعتمد وَكَانَ عبيد الله جواداً كَرِيمًا)
سمح الْأَخْلَاق ممدحاً وَلم يكن لَهُ من الصِّنَاعَة حَظّ وَإِنَّمَا أيد بأعوان كفاة وَكَانَ وَاسع الْحِيلَة حسن المداراة وَلم يزل جمَاعَة بعد قتل المتَوَكل يحرضون الْمُنْتَصر على قتلت عبيد الله ويعرفونه ميله إِلَى المعتز حَتَّى هم بذلك ثمَّ إِنَّه نَفَاهُ وأبعده إِلَى إقريطش
أَخذ يَوْمًا بلجام دَابَّته بعض النَّاس وَقَالَ لَهُ يَا زنديق فَقَالَ مَا أَنا بزنديق لِأَنِّي مَا عبدت إِلَّا الله فَقَالَ لَهُ يَا فَاسق فَقَالَ مَا أَنا بفاسق فَقَالَ لَهُ يَا كَذَّاب فَقَالَ صدقت نبلى بأنكاد مثلكُمْ يضطروننا إِلَى أَن نكذب لَهُم خل اللجام ثمَّ أَمر أَن لَا يتبعهُ أحد قَالَ أَبُو الشبل عصم بن وهب البرجمي حضرت مجْلِس عبيد الله وَكَانَ محسناً إِلَيّ فَجرى ذكر البرامكة وكرمهم فَقُمْت وَقلت