الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَمِين الدّين أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو الْكَرم البوصيري ويُدعى سيّد الْأَهْل كَانَ أديباً كَاتبا لَهُ سماعات عالية وَرِوَايَة تَفَرَّد بهَا وَألْحق الأصاغر بالأكابر فِي عُلوّ الْإِسْنَاد وَلم يكن فِي آخر عصره فِي دَرَجَته مثله وَسمع بِقِرَاءَة الْحَافِظ السِلفي وَإِبْرَاهِيم بن حَاتِم الْأَسدي على أبي صَادِق مرشد بن يحيى بن الْقَاسِم الْمَدِينِيّ إِمَام الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر وَسمع عَلَيْهِ النَّاس واكثروا ورحلوا إِلَيْهِ)
وَكَانَ جدّه مَسْعُود قدم من المُنَستير إِلَى بوصير فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن عُرِف فَضله فِي دولة الفاطميين فطُلِب إِلَى مصرَ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء ووُلِدَ أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح المقَطَّم
٣ - (ابْن عَرّام)
هبة الله بن عليّ بن عَرام بِعَين مُهْملَة مفتوحةٍ وراءٍ مشدّدةٍ وَبعد الْألف مِيم أَبُو مُحَمَّد الرَّبَعي الأُسواني كَانَ أشعرَ من ابْن عمّه السديد وَكَانَ فهما جريئاً ماضيَ الْعَزْم ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَابْن ميسَّر فِي تَارِيخ مصر وَتُوفِّي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(كم عَذَلوه على بِغاه ... شُحّاً عَلَيْهِ فَمَا أصاخا)
(وَلَو رأى فِي الكنيف أيراً ... لغاصَ فِي إِثرِهِ وَساخا)
(أَعياهُمُ داؤُه صَبِياً ... واستيأَسوا مِنْهُ حِين شاخا)
وَمِنْه
(إِذا حصَلَ القُوتُ فاقنَع بِهِ ... فإنّ القَناعةَ للمَرءِ كَنزُ)
(وصَن ماءَ وجهِك عَن بَذلِهِ ... فإنّ الصِّيانةَ للْوَجْه عِزّ)
وَلما نظم الأنجبُ أَبُو الْحسن عَليّ هَذَا الْبَيْت وَهُوَ
(أنحَلَني بُعدِيَ عَنْهَا فَقَد ... صِرتُ كأنّي رِقّةً خَصرُها)
قَالَ ابْن عَرّام الْمَذْكُور تَوطِئَةً لَهُ
(وقائلٍ عهدي على هَذَا الْفَتى ... كروضةٍ مُقتَبِلٍ زهرُها)
(واليومَ أَضحَى ناحلاً جِسمُه ... بحالةٍ قد رَابَنِي أمرُها)
(فَقلت إِذْ ذَاك مُجيباً لَهُ ... والعينُ منّي قد وَهَى دُرُّها)
٣ - (مجد الدّين بن السديد الشَّافِعِي)
هبة الله بن عَليّ بن السديد مجد الدّين