للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اغرب قبحك الله وَغَضب عَلَيْك وَضحك جَمِيع من حضر وَمر السَّائِل يضْحك فَالْتَفت إِلَيْنَا أَبُو الْعَتَاهِيَة وَقد اغتاظ فَقَالَ من أجل هَذَا وَأَمْثَاله حرمت الصَّدَقَة فَقُلْنَا لَهُ من حرمهَا)

وَمَتى حرمت فَمَا رَأينَا أحدا ادّعى أَن الصَّدَقَة حرمت قبله وَلَا بعده

وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ أشتهي أَن يَجِيء مُخَارق ويغني عِنْد رَأْسِي من الطَّوِيل

(إِذا مَا انقضتْ عنّي من الدَّهْر مدّتي ... فإنّ عزاء الباكيات قليلُ)

(سيُعرَض عَن ذكري وتُنْسى مودّتي ... وَيحدث بعدِي للخليل خليلُ)

والبيتان لَهُ من جملَة أَبْيَات وَأوصى أَن يكْتب على قَبره من الْخَفِيف

(إنّ عَيْشًا يكون آخرهُ المو ... ت لَعيشٌ معجَّلُ التنغيص)

وَكَانَت وِلَادَته سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة ووفاته سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ وأخباره مستقصاة فِي كتاب الأغاني

٣ - (أَبُو عَليّ القالي)

إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن عيذون بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة والذال الْمُعْجَمَة وَالْوَاو الساكنة وَبعدهَا نون بن هَارُون بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بالقالي أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ مولى عبد الْملك بن مَرْوَان ولد بمنازكرد من ديار بكر وَدخل بَغْدَاد سنة ثَلَاث وثلاثمائة وَأقَام بهَا إِلَى سنة ثمانٍ وَعشْرين وثلاثمائة ثمَّ انْتقل إِلَى الغرب وَتُوفِّي بقرطبة سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة ومولده سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ سمع من أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَأبي يعلى الْموصِلِي وَغَيرهمَا وَأخذ اللُّغَة والعربية عَن ابْن دُرَيْد وَأبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَابْن درسْتوَيْه وَلما دخل الغرب قصد صَاحب الأندلس النَّاصِر لدين الله عبد الرَّحْمَن فَأكْرمه وصنف لَهُ ولولده الحكم تصانيف وَبث علومه هُنَاكَ وَكَانَ قد بحث على ابْن درسْتوَيْه كتاب سِيبَوَيْهٍ ودقق النّظر وانتصر للبصريين وأملى أَشْيَاء من حفظه ك كتاب النَّوَادِر والأمالي والمقصور والممدود وَالْإِبِل وَالْخَيْل والبارع فِي اللُّغَة نَحْو خَمْسَة آلَاف ورقة لم يصنف مثله فِي الْإِحَاطَة وَالْجمع وَلم يتم ورتب كتاب الْمَقْصُور والممدود على التفعيل ومخارج الْحُرُوف من الْحلق مستقصى فِي بَابه لَا يشذ مِنْهُ شَيْء وَكتاب فعلت وأفعلت وَكتاب مقَاتل الفرسان وَتَفْسِير السَّبع الطوَال

<<  <  ج: ص:  >  >>