للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَار من فِرَاشِي القان ثمَّ تزهد وتنمش وطمر الْجَوْهَر وَصَارَ إِلَى الْموصل فاتصل بعز الدّين أيبك أحد نواب القان وَكَانَ مهوساً بالكيمياء فربطه وَصَارَ مَعَه إِلَى أبغا وَدخل إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت فِي النّوم فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا جوهراً مَدْفُونا فَبعث مَعَه جمَاعَة فَقَالَ لَهُم احفروا هُنَا فوجدوا ذَلِك فخضع لَهُ أبغا ثمَّ ربطه بِأَمْر الْجِنّ ثمَّ إِنَّه عمل خاتمين نفيسين على هَيْئَة وَاحِدَة فأظهر الْوَاحِد وَأَعْطَاهُ لأبغا ففرح والشعبذة بِهِ فَقَالَ لَهُ إِن رميته فِي الْبَحْر أَنا أخرجه فَرَمَاهُ فَقَالَ لَهُ اصبر إِلَى غَد ثمَّ عمل هَيْئَة سَمَكَة خشب مجوفة وملأها ملحاً مَعَ الْخَاتم الآخر وَقَالَ هَذِه تَأتي بالخاتم ورماها فِي الْبَحْر فغرقت فَمَا تحلل الْملح طفت وفح أبغا فمها فَإِذا الْخَاتم فانبهر واعتقد فِيهِ وخضع لَهُ الْملك أَحْمد أَيْضا

٣ - (أَبُو زيد السالمي)

عبد الرَّحْمَن أَبُو زيد السالمي من أهل أستجه قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم حدثت عَن أبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان الْقُرْطُبِيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الزهراوي قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم بن غَالب وَقد حَدثنِي أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله القَاضِي وَغَيره عَن)

أبي غَالب هَذَا وَيعرف بالشراط قَالَ لقِيت السالمي برحبة القريش بقرطبة فأنشدني لنَفسِهِ وَقد صحب فَتى اسْمه عِيسَى ثمَّ ترك صداقته وانتقل إِلَى صداقة آخر اسْمه مُحَمَّد فَقَالَ فِي ذَلِك الطَّوِيل

(تسليت عَن عِيسَى بحب مُحَمَّد ... هديت وَلَوْلَا الله مَا كنت أهتدي)

(وَمَا عَن قلى مني سلوت وَإِنَّمَا ... شَرِيعَة عِيسَى عطلت بِمُحَمد)

قلت الْمَشْهُور أَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لإِبْرَاهِيم بن سهل وَهِي فِي محبوبه مُوسَى الَّذِي يكثر من ذكره فِي شعره وَأَنه لما قالهما ألزم بِالْإِسْلَامِ وَقيل لَهُ قد اعْترفت بنسخ شَرِيعَة عِيسَى

٣ - (أَبُو زيد الجياني)

عبد الرَّحْمَن أَبُو زيد الجياني الْمَعْرُوف بالنجاري بالنُّون وَالْجِيم سكن بياسة وَتُوفِّي سنة سبع وست مائَة خرج يَوْمًا مَعَ أبي بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس بمرسية يطوفان على ضفة نهرها فوقفا على الدولاب الملاصق للقصر فَقَالَ النجاري الطَّوِيل

(وباكية تبْكي فيسلي بكاؤها ... وَمَا كل مَا يبكي إِذا مَا بَكَى يسلي)

فَقَالَ أَبُو بَحر

(كَأَن بكاها من سرُور بدمعها ... يثير سُرُورًا فِي جوانح ذِي خيل)

فَقَالَ النجاري

(فيا عجبا ينهل واكف دمعها ... سَرِيعا وَإِن كَانَت تَدور على رسل)

<<  <  ج: ص:  >  >>