قَالُوا نعم أَخذهَا وَإِلَّا ردهَا وَكَانَ وَاسع الْبَذْل يعود المرضى وَيشْهد الْجَنَائِز وَفِيه طولة روح على تفهيم الطلاب وثناء على فضائلهم وسعي لَهُم فِي حوائجهم وَحج مَرَّات وَكَانَ لطيف المزاج نحيفاً أَبيض حُلْو الصُّورَة رَقِيق الْبشرَة معتدل الْقَامَة قَلِيل الْغذَاء)
جدا يديم التنقل بِالْخِيَارِ شنبر ليذْهب يبسه وَرُبمَا انزعج فِي المناظرة وَله مسَائِل يشذ فِيهَا مغمورة فِي بَحر علمه كنظرائه من الْعلمَاء خرج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَغَيره وَحدث بالصحيحين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخة ابْن عبد الدَّائِم ولي الخطابة بالجامع الْأمَوِي بعد عَمه شرف الدّين وعزل نَفسه بُد شهر وَغَضب لما بلغه أَنهم سعوا فِي أَخذ البادرائية عَنهُ وَلما توفّي ابْن صصرى طلب للْقَضَاء فَامْتنعَ وألحوا عَلَيْهِ فصمم وَكَانَ يُخَالف الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي مسَائِل وَمَعَ ذَلِك فَمَا تهاجرا وَلَا تقاطعا بل كَانَ كل مِنْهُمَا يحترم الآخر وَلما توفّي ابْن تَيْمِية اسْترْجع وشيع جنَازَته وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ فِيهِ رفق وَرَحْمَة يكره الْفِتَن وَلَا يدْخل فِيهَا وَله جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة توفّي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَدفن عِنْد وَالِده بمقابر بَاب الصَّغِير
٣ - (النقاش)
إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الْوَكِيل أَبُو إِسْحَاق النقاش من بَيت الْقَضَاء وَالْعَدَالَة وَأهل بَيته يعْرفُونَ بِبَيْت الشطوي ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَدخل بغداذ فِي صباه واستوطنها وَله كَلَام على لِسَان أهل الْحَقِيقَة وصنف كتابا كَبِيرا فِيمَا نظمه وَكَانَ ينقش فِي النّحاس قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ شَيْئا من شعره وَكَانَ شَيخا حسن السمت طيب الْأَخْلَاق مَحْمُود الْأَفْعَال يرجع إِلَى صَلَاح وديانة أَنْشدني لنَفسِهِ فِي منزله بدرب شماس