وَلما تولى الشجاعي نِيَابَة دمشق حضر عِنْده وتوصل إِلَيْهِ بِمَا يلائمه وولاه نظر ديوانه
وَبعد ذَلِك توجه إِلَى مصر وَولي الْحِسْبَة وَكَانَ فِيهِ قلق وثلب للنَّاس توفّي رَحمَه الله بِمصْر سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة قَالَ ابْن الصقاعي وَكَانَ فِيهِ قلق وثلب للنَّاس وَمن شعره من الوافر
(حماة غزالة الْبلدَانِ أضحت ... لَهَا من نهر عاصيها عُيُون)
(وقلعتها لَهَا جبل بديع ... وَمن سود التلول لَهَا قُرُون)
وَله فِي دمشق من الْكَامِل
(إِنِّي أدل على دمشق وطيبها ... من حسن وصفي بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع)
(جمعت جَمِيع محَاسِن فِي غَيرهَا ... وَالْفرق بَينهمَا بِنَفس الْجَامِع)
٣ - (عَليّ بن عَبدة)
الْأَنْبَارِي عَليّ بن عَبده الْأَنْبَارِي قَالَ محب الدّين بن النجار رَأَيْت لَهُ قصيدة مدح بهَا سيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد أَمِير الْعَرَب أَولهَا من الْبَسِيط
(لما رَأَيْت شَقِيق النَّفس قد ظعنا ... بذلت للبين دمعاً كَانَ قد خزنا)
(وَلم أطق رد توديع غَدَاة غَدَتْ ... بِهِ السفين على موج كأدمعنا)
(لما رأى فيض دمعي عِنْد فرقته ... رنا إِلَيّ كَمثل الخشف حِين رنا)
(وَقَالَ لي بلحاظ غير ناطقةٍ ... قل الْبكاء لَعَلَّ الله يجمعنا)
(فَقلت وَالصَّبْر قد زَالَت عَزَائِمه ... مَا كَانَ أوحى وَحقّ لله فرقتنا)
٣ - (عَليّ بن عبيد الله)
ابْن الباقلاني الدباس عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي عمر الْبَزَّاز أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الباقلاني الدباس من أَوْلَاد الْمُحدثين تفقه بالنظامية بِبَغْدَاد وَكَانَ متديناً ذَا أَمَانَة ونزاهة ولي قَضَاء الْكُوفَة فِي عشْرين الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة فَأَقَامَ نَحوا من شهر وعزل وَعَاد إِلَى الْمدرسَة فَقِيها بهَا ومشرفاً على خزانَة الْكتب الناصرية إِلَى أَن توجه ابْن فضلان رَسُولا إِلَى بِلَاد الرّوم فَمضى مَعَه وأدركه أَجله هُنَاكَ فِي سيواس سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة