سُرَيج فَقِيه إِمَام لَهُ مصنفات باهرة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَمن وجوهه الْكَلْب الْأسود لَا يحل صَيْده كمذهب ابْن حَنْبَل توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَثَلَاث مائَة
٣ - (المسيلي)
أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المسيلي قَالَ
(مَتى طلعت تِلْكَ الْأَهِلّة فِي الْخمر ... ونابت لنا تِلْكَ الْعُيُون عَم الْخمر)
(وَمن علم الأعجاز تستعجز القنا ... وهذي الثنايا الغر تسطو على الدّرّ)
(شموس أَبَت إِلَّا شماس سجية ... وأقمار حسن فِي الْهوى قمرت صبري)
وَقَالَ أَيْضا
(خطرت على وَادي العذيب بأدمعي ... فَمَا جزته إِلَّا وَأَكْثَره دم)
(وَقد شربت مِنْهُ كرام جيادنا ... فَكَادَتْ بأسرار الْهوى تَتَكَلَّم)
(سرى الْبَرْق من نعْمَان يخبر أَنه ... سيشقى بكم من كَانَ بالْأَمْس ينعم)
(رحلتم وَهَذَا اللَّيْل فِيكُم فَلم يعد ... إِلَيّ سواهُ مِنْكُم إِذْ رحلتم)
(وَمَا أَنا صب بالنجوم وَإِنَّمَا ... تخيل لي الْآفَاق أَنكُمْ هم)
قلت شعر جيد وَلَو قَالَ تخيل لي الأشواق أَنكُمْ هم لَكَانَ أحسن من الْآفَاق
٣ - (أَبُو الطّيب المتنبي)
أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عبد الصَّمد أَبُو الطّيب الْجعْفِيّ الْكُوفِي المتنبي الشَّاعِر ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة وَأكْثر الْمقَام بالبادية لِاكْتِسَابِ اللُّغَة وَنظر فِي فنون الْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وَالْأَدب وَقَالَ الشّعْر من صغره حَتَّى بلغ الْغَايَة وفَاق أهل عصره وَلم يَأْتِ بعده مثله ومدح)
الْمُلُوك وَسَار شعره فِي الدُّنْيَا قَالَ ضِيَاء الدّين ابْن الْأَثِير سَافَرت إِلَى مصر وَرَأَيْت النَّاس يشغلون بِشعر المتنبي فَسَأَلت القَاضِي الْفَاضِل فَقَالَ إِن أَبَا الطّيب ينْطق عَن خواطر النَّاس
وَكَانَ قد خرج إِلَى كلب فَادّعى فهم أَنه علوي ثمَّ ادّعى النُّبُوَّة إِلَى أَن اشْهَدْ عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ بالدعوتين وَحبس دهراً وأشرف على الْقَتْل ثمَّ استنابوه وأطلقوه ثمَّ إِنَّه تنبأ فِي بادية السماوة فَخرج إِلَيْهِ لُؤْلُؤ أَمِير حمص من قبل الإخشيد فَأسرهُ بعد أَن شرد من مَعَه ثمَّ حَبسه دهراً فاعتل وَكَاد يتْلف ثمَّ استتيب بمكتوب وَقيل إِنَّه قَالَ أَنا أول من تنبأ بالشعر ثمَّ الْتحق بالأمير سيف الدولة ابْن