مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سبكتكين تولى الْملك بعد أَبِيه بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَ أَخُوهُ مَسْعُود غَائِبا فجَاء وَأظْهر خِلَافه وَجرى لَهما مَا سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه مَسْعُود بن مَحْمُود فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ وَآخر أمره خلعه الْجند واعتقلوه ووكلوا بِهِ وَتَوَلَّى أَخُوهُ مَسْعُود الْأَمر بميل الْجند إِلَيْهِ وَذَلِكَ بعد الِاثْنَيْنِ وَالْعِشْرين وَأَرْبع مائَة كَانَ كَرِيمًا إِلَّا أَنه انهمك على لذاته ففاته الْمَطْلُوب وَلما سجنه أَخُوهُ مَسْعُود سمل عَيْنَيْهِ ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك أطاعه الْجند فولوه عَلَيْهِم وَقتل أَخَاهُ مسعوداً سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَالله أعلم
٣ - (السُّلْطَان السلجوقي)
مُحَمَّد شاه بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه أَخُو ملكشاه السُّلْطَان السلجوقي طلب أَن يخْطب أَن لَهُ ببغداذ فَلم يجب إِلَى ذَلِك فَسَار إِلَيْهَا وحاصرها ثمَّ رَحل عَنْهَا وَتُوفِّي بِالْقربِ من همذان)
بعلة السل سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَله ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ وَالْكَرم والتأني فِي أُمُوره وَاخْتلف الْأُمَرَاء بعده فقوم طلبُوا أَخَاهُ ملكشاه وَقوم طلبُوا أَخَاهُ سُلَيْمَان شاه وهم الْأَكْثَر وَقوم طلبُوا أرسلان شاه وَكَانَ سُلَيْمَان شاه مَحْبُوسًا بالموصل فجهزه زين الدّين بِإِشَارَة نور الدّين الشَّهِيد فَأَجْلَسُوهُ على سَرِير الْملك بهمذان وَكَانَ قصدهم أَن يَأْكُلُوا بِهِ الْبِلَاد لِأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا باللعب وَاللَّهْو
٣ - (الطوسي الْأَشْعَرِيّ)
مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشهَاب الطوسي أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل مصر إِمَام مفت عَلامَة مَشْهُور سمع وروى كَانَ جَامعا للفنون درس بمنازل الْعِزّ وانتفع بِهِ جمَاعَة قدم بغداذ وَركب بالسنجق وَالسُّيُوف المسللة والغاشية والطوق فِي عنق البغلة فَمنع من ذَلِك فسافر إِلَى مصر وَوعظ وَأظْهر مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وثارت عَلَيْهِ الْحَنَابِلَة وَكَانَ يجْرِي بَينه وَبَين زين الدّين ابْن نجية الْعَجَائِب من السباب وَسُئِلَ أَيّمَا أفضل دم الحلاج أَو دم الْحُسَيْن فَغَضب من ذَلِك فَقيل لَهُ إِن دم الحلاج كتب على الأَرْض الله الله وَلَا كَذَلِك دم الْحُسَيْن فَقَالَ الْمُتَّهم يحْتَاج إِلَى تَزْكِيَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة
٣ - (ابْن النجار)
مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن بن هبة الله بن محَاسِن الْحَافِظ الْكَبِير