٣ - (ابْن كرام)
المجسم مُحَمَّد بن كرام بن عراف بن خُرايه الشَّيْخ أَبُو عبد الله السجسْتانِي الضال المجسم شيخ الكرامية
سمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ ملبوسه مسك ضان مدبوغ غير مخيط وعَلى رَأسه قلنسوة بَيْضَاء
وَقد نصب لَهُ دكان لبن ويطرح لَهُ قِطْعَة فرو فيجلس عَلَيْهَا ويعظ وَيذكر وَيحدث
وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن خُزَيْمَة وَاجْتمعَ بِهِ غير مرّة وَأَبُو سعيد الْحَاكِم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وهما إِمَامًا الفرقين
مَاتَ بِالشَّام فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَمكث فِي سجن نيسابور ثَمَان سِنِين وَلما مَاتَ لم يعلم بِمَوْتِهِ إِلَّا خاصته وَدفن بمقابر الْأَنْبِيَاء عِنْد يحيى وزَكَرِيا بالقدس وَمَات فِي زغر فَحَمله أَصْحَابه إِلَى الْقُدس وَلما توفّي كَانَ أَصْحَابه فِي الْقُدس أَكثر من عشْرين ألفا على التشقف والتعبد
وَكَانَ نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي يُنكر عَلَيْهِم وَيَقُول ظَاهر حسن وباطن قَبِيح
وَكَانَ قد جاور بِمَكَّة خمس سِنِين ثمَّ دخل نيسابور فحبسه مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر وطالت محنته
وَكَانَ يغْتَسل كل يَوْم جُمُعَة ويتأهب لِلْخُرُوجِ إِلَى الْجَامِع وَيَقُول للسجان أتأذن لي فِي الخروجفيقول لَا فَيَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي بذلت مجهودي وَالْمَنْع من غَيْرِي
وَكَانَ مَعَه جمَاعَة من الْفُقَرَاء وَلما أخرج من السجْن وَعقد لَهُ مجْلِس علم قَالَ لَهُ الْأَمِير من أَيْن لَك هَذَا الْعلم الَّذِي جِئْت بهفقال إلحامٌ ألحمينه الله تَعَالَى بِالْحَاء الْمُهْملَة بَدَلا من الهاءفقال لَهُ أتحسن التشهدفقال الطحيات للهبالطاء الْمُهْملَة حَتَّى بلغ قَوْله السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله فَأَشَارَ إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْحصين فَقَالَ لَهُ قطع الله يدك وَأمر بِهِ فصفع وَأخرج
وَقَالَ ان حبَان كَانَ قد خذل حَتَّى الْتقط من الْمذَاهب أَرْدَاهَا وَمن الْأَحَادِيث أوهاها ثمَّ جَالس الجويباري وَمُحَمّد بن تَمِيم السَّعْدِيّ وَلَعَلَّهُمَا قد وضعا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة ألف حَدِيث ثمَّ جَالس أَحْمد بن حَرْب فَأخذ التقشف عَنهُ وَلم يحسن الْعلم وَلَا الْأَدَب وَأكْثر كتبه صنفها لَهُ مَأْمُون بن أَحْمد السّلمِيّ وَمن مذْهبه الْإِيمَان قَول بِلَا معرفَة وَيَزْعُم أَن النَّبِي صلى)
اله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن حجَّة على خلقه لن الْحجَّة لَا تندرس وَلَا تَمُوت وَيَزْعُم أَن الِاسْتِطَاعَة قبل الْفِعْل ويجسم الرب جلّ وَعلا وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى الْبدع يجب ترك حَدِيثه
وَقَالَ صَاحب كتاب الْفرق الإسلامية كَانَ مُحَمَّد بن ركام من الصفاتية المثبتين لصفات الرب تَعَالَى لكنه انْتهى فِيهَا إِلَى الجسيم والتشبيه
والكرامية فرق يبلغون اثْنَتَيْ عشرَة فرقة لَكِن أُصُولهَا سِتَّة العائذية والنونية والإسحاقية ووالزرينية والهيصمية وأقربهم الهيصمية وَلكُل فرقة رَأْي فِي التجسيم والتكييف إِلَّا