للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فأجبته هُوَ بانةٌ من فَوْقهَا ... بدرٌ يحفّ بهالةٍ من عنبر)

وَمِنْه أَيْضا من أَبْيَات

(أغار عَلَيْهِ من نَظَرِي ... فأصرفه إِذا نظرا)

(وَمن لم يدر مَا خبري ... يراني أستر الخبرا)

(وَكَيف يكون مستتراً ... خليعٌ يعشق القمرا)

وَمِنْه أَيْضا

(نفضت يَدي من الدُّنْيَا ... وَلم أضرع لمخلوق)

(لعلمي أَن رِزْقِي لَا ... يجاوزني لمرزوق)

(وَمن عظمت جهالته ... يرى فعلي من الموق)

وَمِنْه أَيْضا

(إِن ضيّع النَّاس لي حقوقي ... وَقَابَلُوا البرّ بالعقوق)

(وَلم يبالوا أَن صَار مثلي ... يعِيش فِي قلةٍ وضيق)

(فلست بالعاجز المعنّى ... وَلَا بهيابةٍ فروق)

(وَلَا بشاكٍ من ريب دهري ... مَا نَالَ قلبِي من الْحَرِيق)

(حَتَّى لفرط العفاف منّي ... يشكُّ فِي فَاقَتِي صديقي)

)

٣ - (كَمَال الدّين نَاظر قوص)

أَحْمد بن عبد الْقوي بن عبد الله بن شَدَّاد كَمَال الدّين بن برهَان الربعِي نَاظر قوص ورئيسها سمع من أبي الْفِدَاء إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بِدِمَشْق وَمن غَيره وبمصر من الشَّيْخ قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَمن غَيره وَمن عبد الْوَهَّاب ابْن عَسَاكِر وَمن ابْن المليحي وَغَيرهم وبقوص من التقي صَالح وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي وَأَجَازَ لَهُ جمع كَبِير بدمش ومصر والإسكندرية وبغداذ مِنْهُم الْحَافِظ وجيه الدّين مَنْصُور بن سليم الإسكندري وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمَالِكِي وَعبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن الْفُرَات وخلائق كثير وَكتب كثيرا وخرّج وَقَرَأَ وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم تَاج الدّين عبد الْغفار بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ والشرف النصيبي وَغَيرهمَا وَهُوَ الَّذِي بنى على الضريح النَّبَوِيّ شرفه الله تَعَالَى الْقبَّة الْمَوْجُودَة وَقصد خيرا وَتَحْصِيل ثَوَاب فَقَالَ بَعضهم أَسَاءَ الْأَدَب بعلو النجارين ودقّ الْحَطب

وَفِي تِلْكَ السّنة حصل بَينه وَبَين بعض الْوُلَاة كَلَام فورد المرسوم بِضَرْب كَمَال الدّين فَكَانَ من يَقُول إِنَّه أَسَاءَ الْأَدَب يرى أَن هَذَا الضَّرْب مجازاة لَهُ وصادره الشجاعي وَخرب دَاره وَأخذ رخامها للمنصورية وَكَانَ يَقع لَهُ عجائب فيظن بَعضهم أَن لَهُ رئيّاً من الْجِنّ يُخبرهُ بذلك توفّي فَجْأَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره لما وصل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة شرفها الله تَعَالَى

<<  <  ج: ص:  >  >>