٣ - (الربضي الْقُرْطُبِيّ)
أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ الْكَاتِب أَبُو جَعْفَر من أهل قرطبة يعرف بالربضي لسكناه الربض الشَّرْقِي مِنْهَا كتب للولاة ثمَّ قعد عَن الْخدمَة وَالْتزم عمَارَة أَرض لَهُ مُقْتَصرا على التعيش من غَلَّتهَا إِلَى أَن توفّي فِي أول شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وست مائَة لَهُ فِي صباه وَقد عوتب على شرب الْخمر
(وَأبي المدامة مَا أُرِيد بشربها ... صلف الرفيع وَلَا انهماك اللاهي)
(لم يبْق من عصر الشَّبَاب وطيبه ... شَيْء كعهدي لم يحل إِلَّا هِيَ)
(إِن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للنَّاس لَا لله)
قَالَ ابْن الْأَبَّار وَهَذِه الأبيات قد أنشدنيها بعض الْأَعْلَام لأبي الْقَاسِم عَامر بن هِشَام وَإِنَّمَا هِيَ لأبي جَعْفَر هَذَا أنشدنيها صاحبنا أَبُو الْحسن حَازِم ابْن مُحَمَّد الأديب قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحسن)
ابْن أبي الْقَاسِم ابْن بَقِي وَأَبُو عبد الله ابْن أبي الْحسن ابْن قطرال قَالَ أنشدنا الربضي وَرَوَاهَا أَيْضا بعض أَصْحَابنَا وأنشدناها لأبي سُلَيْمَان دَاوُد بن أَحْمد المالقي الطَّبِيب إنشاداً عَنهُ
وَله فِي فوّارة رُخَام كلفه وصفهَا وَالِي قرطبة حينئذٍ فَقَالَ وأنشدته عَن أبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان عَنهُ
(مَا شغل الطّرف مثل فاترةٍ ... تمجّ صرف الْحَيَاة من فِيهَا)
(اشرب بهَا والحباب فِي جذلٍ ... يظهره حسنه ويخفيها)
(تكَاد من رقة تضمنّها ... تخطبها الْعين إِذْ توافيها)
(كَأَنَّهَا درّةٌ منعّمةٌ ... زهراء قد ذاب نصفهَا فِيهَا)
وَله أَيْضا
(ضحك المشيب بِرَأْسِهِ ... فَبكى بأعين كاسه)
رجل تخونه الزَّمَان ببؤسه وبباسه
(فَجرى على غلوائه ... طلق الجموح بناسه)
(أخذا بأوفر حَظه ... لرجائه من ياسه)
٣ - (ابْن شطريه)
أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن شطريه بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا هَاء هَكَذَا وجدته مُقَيّدا فِي نُسْخَة موثوق بهَا قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم هُوَ من أهل قرطبة وَأحد تلاميذ الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر بن يحيى الْحِمْيَرِي وَتُوفِّي فِي حَيَاته محتضراً بمرسى قرطبة