للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة

٣ - (الخيّاط الْأَنْبَارِي)

سَالم بن محمّد أَبُو مَيْمُون الخيّاط الْأَنْبَارِي دخل البُحْتُري الأنبار وَكَانَ أَبُو مَيْمُون فِي دّكان الخيّاط فَقَامَ إِلَيْهِ وسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ غُلَام من غلْمَان الأنبار أَقُول الْعشْر فَضَحِك وَقَالَ لقد ذلّ من بَالَتْ عَلَيْهِ الثعالب أنشِدْني شَيْئا ممّا يَلِيق فأنشده من الْكَامِل

(سمّاك أهلُك يوسفا ... إِذا فاقَ حُسنُك يوسُفا)

(فكأنَّني امرأةُ الْعَزِيز ... أذوبُ فيكَ تلهُّفاً)

(قد كَانَ حُبُّك طيبا ... كَدِراً فَكيف وَقد صَفَا)

فَقَالَ لَهُ أحسنْتَ على مِقْدَار سنّك فَقَالَ لَهُ أيّها الْأُسْتَاذ أَي شَيْء أجّود مَا قلت فَقَالَ كُلُّ مَا قلتُ جيّد فَقَالَ لَهُ فأنشِدْني آثَرَ مَا قلتَ من ذَلِك فِي نَفسك فَقَالَ قولي من الْكَامِل

(أُخْفي هوى لَك فِي الضلوع وأُظْهِرُ ... وأُلامُ من جَزعٍ عَلَيْك وأُعذَرُ)

٣ - (أَمِين الدّين ابْن صصري)

سَالم بن محمّد بن سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن صصري القَاضِي الرئيس الزَّاهِد أَمِين الدّين أَبُو الْغَنَائِم التَغْلِبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي صَدْرٌ كَبِير وَكَاتب خَبِير وحتشم نبيل لَهُ عقل وافر وَفضل ظَاهر وَكَانَ على وَجهه شامة كَبِيرَة حَمْرَاء جميلَة ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وتُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وستّ مائَة حدّث عَن مكّي بن عَلان وَسمع من خطيب مردا والرشيد العطّار والرضي بن الْبُرْهَان وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَجَمَاعَة ولي نظر الخزانة وَنظر الدِّيوَان الْكبر وَغير ذَلِك ثمَّ تنظّف من ذَلِك كلّه وحجّ وجاور ثمَّ قدم دمشق وَلزِمَ بَيته وَاقْبَلْ على شَأْنه حَتَّى توفّي وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة ظاهرَ الصيانة وَالْعَدَالَة وَقد تقدّم ذِكْرُ جَدِّه

سَالم بن معقل مولى أبي حُذيفة بن عتبَة بن ربيعَة هُوَ أَبُو عبد الله كَانَ من أهل فَارس من إصطخر وَقيل إنّه من عجم الْفرس من كرمد وَكَانَ من فضلاء الموَالِي وَمن خِيَار الصَّحَابَة وكبارهم وَهُوَ مَعْدودٌ فِي الْمُهَاجِرين لأنّه لمّا أعتقَتْهُ مولاتُهُ زوجُ أبي حُذيفة تبنّاه أَبُو حُذيفة فَلذَلِك عُدّ فِي الْمُهَاجِرين وَهُوَ مَعْدُود فِي الْأَنْصَار فِي بني عبيد الْعتْق مولاته الأنصاريّة لَهُ فَهُوَ يُعَدُّ فِي قُرَيْش الْمُهَاجِرين وَفِي الْأَنْصَار وَفِي الْعَجم ويُعَدّ فِي القُرّاء وَكَانَ يَؤُمُ الْمُهَاجِرين بقُباءَ وَفِيهِمْ عمر بن الخطّاب قبل أنْ يقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة)

ورُوي أنَه هَاجر مَعَ عمر بن الخطّاب وَنَفر من الصَّحَابَة بمكّة وَكَانَ يؤمّهم لأنّه كَانَ أَكْثَرهم قرانا

<<  <  ج: ص:  >  >>