٣ - (ابْن البغيديدي)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن البغيديدي من أهل الْحلَّة كَانَ أَبوهُ يحمل الْجَنَائِز وَلذَلِك قَالَ من الطَّوِيل
(أَنا ابْن الَّذِي للنعش من فَوق رَأسه ... مجالٌ وللعلياء من قومه بعد)
(إِذا أَنا فاخرت الرِّجَال بمعشري ... تظلمت الأحساب وانتحب الْمجد)
)
وَكَانَ العميد أَبُو مَنْصُور هبة الله بن حَامِد بن أَيُّوب اللّغَوِيّ كثير التطفل على النَّاس وَكَانَ رُبمَا أحضر مَعَه صهراً لَهُ يعرف بالسراج بن الدربي فَقَالَ ابْن البغيديدي من الْخَفِيف
(يَا عميداً وَمَوْضِع الْمِيم نونٌ ... لَا تُخلّط يعرض لَك الإنفلاج)
كن خَفِيف الْغذَاء وَإِلَّا تأذيت بداء يضل فِيهِ العلاج
(فطعامٌ على بقايا طعامٍ ... عِنْد بقراط لَا يَصح العلاج)
(مَا كفى النَّاس مَا بهم مِنْك حَتَّى ... صرت تغزوهم ومعك السراج)
(فَإِذا زرت لَا تزر بجنيبٍ ... لَا يكون الطَّاعُون وَالْحجاج)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(فَلَا تتبعني فِي الملام ملامةً ... فَمَا أَنا فِي ذمّ الرِّجَال بآثم)
(فَلَو أنني أعْطى المنى كنت جاعلاً ... مَكَان لساني حد صارم)
قلت شعر جيد
٣ - (أَبُو عبد الله الشيعي)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف بالشيعي أَبُو عبد الله الْقَائِم بدعوة عبيد الله الْمهْدي جد مُلُوك مصر وقصته فِي الْقيام بالغرب مَشْهُورَة وَله بذلك سير مسطورة
وَأَبُو عبد الله الْمَذْكُور أَصله من الْيمن من صنعاء وَكَانَ من الرِّجَال الدهاة الخبيرين بِمَا يصنعون لِأَنَّهُ دخل إفريقية وحيداً بِلَا مالٍ ورلا رجالٍ وَلم يزل يسْعَى إِلَى أَن ملكهَا وهرب ملكهَا أَبُو مُضر زِيَادَة الله آخر مُلُوك بني الْأَغْلَب مِنْهُ إِلَى بِلَاد الشرق وَمَات هُنَاكَ
وَلما مهد الْقَوَاعِد للمهدي ووطد الْبِلَاد وَأَقْبل الْمهْدي من الشرق وَعجز عَن الْوُصُول إِلَى أبي عبد الله الْمَذْكُور وَتوجه إِلَى سجلماسة وأحس صَاحبهَا إليسع آخر مُلُوك بني مدرار فأمسكه واعتقله وَمضى إِلَيْهِ أَبُو عبد الله وَأخرجه من الاعتقال وفوض إِلَيْهِ أَمر المملكة وَاجْتمعَ بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد وَأحمد هُوَ الْأَكْبَر وندمه على مَا فعل وَقَالَ لَهُ تكون أَنْت صَاحب