وَقَالَ من مديح الْمَأْمُون
(فَكَأَنَّهُ روح تدبرنا ... حركاته وكأننا جَسَد)
وَقَالَ
(نراع لذكر الْمَوْت سَاعَة ذكره ... وتعترض الدُّنْيَا فنلهو وَنَلْعَب)
(يَقِين كَأَن الشَّك أغلب أمره ... عَلَيْهِ وعرفان إِلَى الْجَهْل ينْسب)
(وَقد نعت الدُّنْيَا إِلَى نعيمها ... وخاطبني إعجامها وَهُوَ مُعرب)
(ولكنني مِنْهَا خلقت لغَيْرهَا ... وَمَا كنت مِنْهُ فَهُوَ شَيْء محبب)
٣ - (الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ)
مُحَمَّد بن وهيب الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ شَاعِر مطبوع مكثر يكنى أَبَا جَعْفَر مدح الْمَأْمُون والمعتصم وَهُوَ الْقَائِل
(نراع لذكر الْمَوْت سَاعَة ذكره ... وتعترض الدُّنْيَا فنلهو وَنَلْعَب)
(يَقِين كَأَن الشَّك أغلب أمره ... عَلَيْهِ وعرفان إِلَى الْجَهْل ينْسب)
وَقَالَ
(أَلا رُبمَا كَانَ التصبر ذلة ... وَأدنى إِلَى الْحَال الَّتِي هِيَ أسمج)
(وَيَا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج)
وَقَالَ
(مَا لمن تمت محاسنه ... أَن يعادي طرف من رمقا)
)
(لَك أَن تبدي لنا حسنا ... وَلنَا أَن نعمل الحدقا)
قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ يتشيع وَله مراث فِي آل الْبَيْت وَقَالَ صَاحب الأغاني كَانَ تياهاً شَدِيد الذّهاب بِنَفسِهِ وَقَالَ دخل على أَحْمد بن هِشَام وَقد مدحه فَرَأى بَين يَدَيْهِ غلماناً روقة مردا وخدماً بيضًا فرهاً فِي نِهَايَة الْحسن والكمال والنظافة فدهش لما رأى وَبَقِي متبلبلاً لَا ينْطق حرفا فَضَحِك أَحْمد مِنْهُ وَقَالَ لَهُ مَا لَك وَيحك تكلم بِمَا تُرِيدُ فَقَالَ
(قد كَانَت الْأَصْنَام وَهِي قديمَة ... كسرت وجذعهن إِبْرَهِيمُ)
(ولديك أصنام سلمن من الْأَذَى ... وصفت لَهُنَّ نضارة ونعيم)
(وبنا إِلَى صنم نلوذ بركنه ... فقر وَأَنت إِذا هززت كريم)
فَقَالَ لَهُ اختر من شِئْت مِنْهُم فَاخْتَارَ وَاحِدًا فَأعْطَاهُ إِيَّاه فمدحه بِأَبْيَات
٣ - (البديهي)
مُحَمَّد بن وهيب البديهي حضر مجْلِس بعض الْفُقَهَاء فِي عقد نِكَاح فَقَالَ لَهُ الْفَقِيه لَو أملكتك عقد هَذَا النِّكَاح لشاركتنا فِي الْحَسَنَة فَقَالَ لَهُ نعم كَيفَ تُرِيدُ