)
(عَليّ بن يُوسُف)
٣ - (قَاضِي قُضَاة مصر)
عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله بن بُندار الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن كَانَ وَالِده مدرّس النظاميَّة ببغداذ
وَولد عليٌّ ببغداذ وتفقَّه على وَالِده وَسمع مُسْند الشَّافِعِي من أبي زُرعة طَاهِر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وسافر إِلَى الشَّام وَهُوَ شابٌّ وتوجَّه إِلَى ديار مصر واستوطنها إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة ومولده سنة خمسين وَخمْس مائَة وَولي بِمصْر قَضَاء الْقُضَاة مرَّتين ثمَّ عُزل وَكَانَ شَيخا حسن الْأَخْلَاق محبًّا للْعلم وَأَهله متواضعاً لطلاّبه كريم الْأَخْلَاق متودِّداً إلَاّ أنَّ بضاعته فِي الْعلم مُزجاة قَرَأَ محبّ الدّين بن النجَّار عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي عِنْد قَبره
٣ - (ابْن البقَّال البغداذي)
عَليّ بن يُوسُف أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن البقَّال البغداذي نادم الْوَزير المهلَّبي ونفقَ عَلَيْهِ
وَكَانَت محاضرته حَسَنَة وَكَانَ منظره مستكرَهاً ومخبَره مستطاباً وَكَانَ ذَا مَال خلَّف لمَّا مَاتَ مَا يزِيد على مائَة ألف دِرْهَم إلَاّ أنَّه كَانَ بَخِيلًا جشعاً
قَالَ المتنبي مَا يجوز أَن يَقع فِي بغداذ اسْم الشَّاعِر على أحد غير ابْن البقَّال وَكَانَ ابْن العميد يقدِّمه على النَّاس كلّهم والرؤساء يقومُونَ لَهُ إِذا دخل عَلَيْهِم وَكَانَ يَقُول بتكافؤ الأدلاّء وَهُوَ بئسَ الْمَذْهَب وَمن شعره
(روعةٌ بالفراق قبل الفراقِ ... شَرِقَتْ بالدموع مِنْهَا المآقي)
(جَدَّ جِدُّ البكا فأههدَيْنَ بَاقِي ال ... دمعِ مِنْهَا إِلَى كرًى غيرِ باقِ)
(فاض تَنْدى بِهِ الخدودُ وَلَو غا ... ضَ لأمست مِنْهُ الحشا فِي احتراقِ)
(وعَذارى تريك من سربها العي ... نُ رُنوَّ الأحداق للأحداقِ)
(مُخْطفاتٍ لَو شئنَ من هَيَف الخص ... ر تبدَّلنَ خَاتمًا من نطاقِ)
(حالياتٍ تُبدي المعاصمَ والسُّو ... قَ وتُخفي الأجيادَ فِي الأطواقِ)
(لَا يَغُرَّنْكَ غفلةُ الدَّهْر فالعز ... مة إمضاؤُها مَعَ الإطراقِ)
وَمِنْه يمدح المهلَّبي
(يُزاحمُ الليلَ ليلٌ من جحافِلِهِ ... ويقذف الوَهَداتِ الجُرْدَ بالأكَمِ)
)
(أطار مِنْهُم قَذاةً فِي عيونهمُ ... لَو أنَّها فِي جفون الدَّهْر لم يَنَمِ)