٣ - (ابْن عبد الْجَلِيل)
مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن عبد الْكَرِيم جمال الدّين أَبُو عبد الله الموقاني الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة مولده مستهل سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس ماية مَعَ الْكثير وَكتب وَحدث وَكَانَ يَشْتَرِي الْكتب النفيسة للإنتفاع والمتجر وَكَانَ لَهُ معرفَة ويقظة وَيَشْتَرِي الْأَشْيَاء الظريفة من كل صنف ظريف توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست ماية وَدفن بسفح قاسيون أهْدى للأمير جمال الدّين مُوسَى ين يغمور كتبا نفسية ومُوسَى وَكتب مَعَ ذَلِك
(بعثت بكتب نَحْو مولى قد اغتدت ... كِتَابَته يزهى بهَا الْغَوْر والنجد)
وَأهْديت مُوسَى نَحْو مُوسَى وَلم يكن بتشريكه فِي اللَّفْظ قد أَخطَأ العَبْد
(فَهَذَا لَهُ حد وَلَا فضل عِنْده ... وَذَاكَ لَهُ فضل وَلَيْسَ لَهُ حد)
قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني وَظَاهر الْحَال أَن هَذِه الأبيات لسعد الدّين مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ فَإِن الْجمال لم يكن لَهُ يَد فِي النّظم وَكَانَ صَاحبه وَيعْمل لَهُ الشّعْر فَلَمَّا مَاتَ ادّعى جمال الدّين أَنه تَابَ من عمل الشّعْر فنظم بهاء الدّين المغربي فِي ذَلِك
(مت الْجمال بأشعار سِرين لَهُ ... فَقلت لَيْسَ عجيباً من فَتى الْعَرَب)
)
(وَتَابَ عَنْهَا وَكَانَ السعد يَخْدمه ... فِيهَا وَلَوْلَا زَوَال السعد لم يتب)
وَلما قدم الشَّيْخ نجم الدّين الباذرائي من بَغْدَاد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الصَّغِير عَن الْخَلِيفَة كتب إِلَيْهِ الْجمال على مَا ادّعى
(وافى بِسَعْد للأنام جليل ... مجم تطلع من بروج سعود)
(يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي أضحى الورى ... من فَضله فِي نعْمَة ومزيد)
(إِنِّي عهدتك فِي الْعُلُوم مُقَلدًا ... فعجبت كَيفَ أتيت بالتقليد)
وَمن الْمَنْسُوب إِلَيْهِ
(لذيذ الْكرَى مذ فارقوا فَارق الجفنا ... وواصل قلبِي بعد بعدهمْ الحزنا)