ومشاركة فِي الحَدِيث والتاريخ وَلم يزل حَرِيصًا على الْعلم والتحصيل وَهُوَ وَالِد شمس الدّين مُحَمَّد الغوري تقدم ذكره فِي المحمدين وَتُوفِّي ظهير الدّين سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة
٣ - (ابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ)
الْحُسَيْن بن عبد الله بن رَوَاحَة أَبُو عَليّ الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الشَّاعِر ابْن خطيب حماه ولد سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
سمع بِدِمَشْق من أبي المظفر الفلكي وَأبي الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الْمرَادِي والصائن هبة الله وَجَمَاعَة
وَوَقع فِي أسر الفرنج وَبَقِي عِنْدهم مُدَّة وَولد لَهُ بجزائر الْبَحْر عز الدّين عبد الله وَقدم بِهِ الْإسْكَنْدَريَّة وسَمعه الْكثير من السلَفِي
وَكَانَ قد سَافر فِي الْبَحْر إِلَى الغرب فَأسر ثمَّ خلصه الله تَعَالَى وحصلت لَهُ الشَّهَادَة على عكا وَمن شعره من السَّرِيع
(يَا قلب دع عَنْك الْهوى قسرا ... مَا أَنْت مِنْهُ حامداً أمرا)
(أضعت دنياي بهجرانه ... إِن نلْت وصلا ضَاعَت الْأُخْرَى)
وَعَكسه فَقَالَ من مجزوء الْكَامِل)
(لاموا عَلَيْك وَمَا دروا ... أَن الْهوى سَبَب السعاده)
(إِن كَانَ وصلٌ فالمنى ... أَو كَانَ هجرٌ فالشهاده)
وَمن شعره من مخلع الْبَسِيط
(إِن كَانَ يحلو لديك قَتْلِي ... فزد من الهجر فِي عَذَابي)
(عَسى يُطِيل الْوُقُوف بيني ... وَبَيْنك الله فِي الْحساب)
وَذكرت هُنَا مَا قلته فِي هَذَا الْمَعْنى من الْبَسِيط
(زِدْنِي عذَابا وَلَا تتْرك لجارحةٍ ... مني حراكاً وَخذ روحي وجثماني)
(عساك فِي الْحَشْر لما أَن يطول غَدا ... حسابنا تتملى مِنْك أجفاني)
وَمن شعر ابْن رَوَاحَة من الْكَامِل
(قل للروافض إِنَّكُم فِي سبكم ... أهل الْهدى فِي حبكم علم الْهدى)
(مثل النَّصَارَى لَا نسب لأجلهم ... عِيسَى وَقد سبوا النَّبِي مُحَمَّدًا)