(عاتبتها فسقت بنرجس لحظها ... وردا بفرط حيائه يتورَّد)
(صنمٌ تعبَّد ناظري بجماله ... فلواحظي أبدا إِلَيْهِ تسْجد)
وَكتب تحتهَا قولي فلوا حظي أبدا إِلَيْهَا تسْجد من البديع فَكتب الْكَامِل تَحْتَهُ أخذت هَذَا من قَول الشَّاعِر من المنسرح
(ولي حبيبٌ لم تبد صورته ... للنَّاس إلَاّ صلَّت لَهُ الحدق)
فأقسم لَهُ بحياته أَنه لم يسمع ذَلِك
٣ - (الحلَاّج)
الْحُسَيْن بن منصورٍ الحلَاّج الزَّاهِد الْمَشْهُور من أهل الْبَيْضَاء بَلْدَة بِفَارِس
نَشأ بواسط وَالْعراق وَصَحب الْجُنَيْد وَغَيره وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي أمره فَمنهمْ من يُبَالغ فِي تَعْظِيمه وَمِنْهُم من يكفِّره قَالَ ابْن خلكان وَرَأَيْت فِي كتاب مشكاة الْأَنْوَار لأبي حَامِد الْغَزالِيّ فصلا طَويلا فِي حَاله وَقد اعتذر لَهُ عَن الْأَلْفَاظ الَّتِي كَانَت تصدر عَنهُ مثل قَوْله أَنا الحقّ وَمَا فِي الجبَّة إِلَّا الله وَهَذِه الإطلاقات الَّتِي ينبو السَّمع عَنْهَا وَعَن ذكرهَا وَحملهَا كلَّها على محامل حسنةٍ وأوَّلها وَقَالَ هَذَا من فرط المحبَّة وشدّة الوجد وَجعل هَذَا مثل قَول الْقَائِل من الرمل
(أَنا من أَهْوى وَمن أَهْوى أَنا ... فَإِذا أبصرتني أبصرتنا)
وَمن الشّعْر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ على اصطلاحهم وإشاراتهم قَوْله من الْبَسِيط
(لَا كنت إِن كنت أَدْرِي كَيفَ كنت وَلَا ... لَا كنت إِن كنت أَدْرِي كَيفَ لم أكن)
وَقَوله أَيْضا على هَذَا الِاصْطِلَاح من الْبَسِيط
(أَلْقَاهُ فِي اليمِّ مكتوفاً وَقَالَ لَهُ ... إيَّاك إيَّاك أَن تبتلَّ بِالْمَاءِ)
وَقَالَ أَبُو بكر بن ثوابة القصري سَمِعت الْحُسَيْن بن مَنْصُور وَهُوَ على الْخَشَبَة يَقُول من الوافر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute