فجذبت الدواة وعملت فِي حَضرته
(أَحْبَبْت من أَجله من كَانَ يُشبههُ ... وكل شَيْء من المعشوق معشوق)
(حَتَّى حكيت بجسمي مَا بمقلته ... كَأَن سقمي من جفنيه مَسْرُوق)
فَاسْتحْسن ذَلِك ووصلني ثمَّ إِن رجلا من الْكتاب يعرف بالرحوفي ادّعى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فعاتبته فَقَالَ هبهما لي فَقلت أَخَاف أَن تمتحن بقول مثلهمَا فَلَا تحسن فَقَالَ اعْمَلْ أَنْت فَعمِلت بِحَضْرَتِهِ
(إِذا شَكَوْت هَوَاهُ قَالَ مَا صدقا ... وَشَاهد الدمع فِي خدي قد نطقا)
(ونار قلبِي فِي الأحشاء ملهبة ... لَوْلَا تشاغلها بالدمع لاحترقا)
(يَا رَاقِد الْعين لَا يدْرِي بِمَا لقِيت ... عين تكابد فِيهِ الدمع والأرقا)
(يكَاد جسمي يخفي فِي ضنى جَسَدِي ... كَأَن سقمي من عَيْنَيْك قد سرقا)
وَفِيه يَقُول ابْن زُرَيْق الْكُوفِي
(دَاري بِلَا خيش ولكنني ... عقدت من خيشين طاقين)
(دَار إِذا مَا اشْتَدَّ حر بهَا ... أنشدت للصولي بَيْتَيْنِ)
وَكَانَ حسن الِاعْتِقَاد جميل الطَّرِيقَة مَقْبُول القَوْل وَحَدِيثه بعلو عِنْد أَصْحَاب السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة بخلف وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي لعب الشطرنج كَانَ الْمَاوَرْدِيّ اللاعب عِنْد المكتفي مُتَقَدما فوصف لَهُ الصولي فَأحْضرهُ وَلَعِبًا بَين يَدَيْهِ فَأخذ المكتفي فِي تشجيع الْمَاوَرْدِيّ والزهزهة لَهُ الْفَا بِهِ وعناية بِهِ إِلَى أَن دهش الْوَلِيّ فَلَمَّا اتَّصل اللّعب بَينهمَا وَتبين حسن لعبه وغلبه غلبا بَينا قَالَ المكتفي للماوردي صَار مَاء وردك بولاً وَقَالَ أَبُو سعيد الْعقيلِيّ يهجو الصولي
(إِنَّمَا الصولي شيخ ... أعلم النَّاس خزانه)
(إِن سألناه بِعلم ... طلبا مِنْهُ إبانه)
(قَالَ يَا غلْمَان هاتوا ... رزمة الْعلم فُلَانُهُ)
٣ - (أَبُو الذّكر الْمَالِكِي)
)
مُحَمَّد بن يحيى بن مهْدي أَبُو الذّكر الْمصْرِيّ الأسواني كَانَ من كبار الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا
٣ - (الرباحي النَّحْوِيّ المغربي)
مُحَمَّد بن يحيى بن عبد السَّلَام الْأَزْدِيّ الأندلسي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالرباحي كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ صَادِقا ذكياً فَقِيها عَالما أدب الْمُغيرَة بن النَّاصِر