(شكرا لَهَا أسطراً جَاءَت تحفّ بهَا ... من الْجَلالَة نورٌ مِنْك يأتلق)
(جَاءَت بِمَا شَاءَت الْأَلْبَاب من نعمٍ ... أَمْسَى بهَا مملق الأفكار يرتزق)
(مَا خلت من قبل أَن أهْدى بنيّرها ... أنّ البدور لَهَا من لفظكم أفق)
(وَكَيف لَا وَهُوَ من حبرٍ وَمن ورقٍ ... أَمْسَى يُشَاهد مِنْهُ النُّور والغسقُ)
(إِن شرفت بالتماس الطرس لَا عجبٌ ... إِن العقائل قد يبغى لَهَا السّرق)
(أَو تَبْغِ حبرًا فإنّ الغيد عَادَتهَا ... من غير مَا حاجةٍ للكحل تستبق)
قلت نثر كَمَال الدّين رَحمَه تَعَالَى أحسن من نظمه وأفحل وأبيات ابْن عبد الظَّاهِر أحسن من نظم كَمَال الدّين
وَقَالَ كَمَال الدّين رَحمَه الله فِي الْخَال
(وَمَا خَاله ذَاك الَّذِي خَاله الورى ... على خَدّه نقطاً من الْمسك فِي ورد)
(ولكنّ نَار الخدّ للقلب أحرقت ... فَصَارَ سَواد الْقلب خالاً على الخدّ)
وَقَالَ أَيْضا فِي مليح لابس أَخْضَر
(ومهفهفٍ قيد النواظر خصره ... مَا إِن تزَال ترى نطاق نطاقه)
(كالغصن فِي ميلاته والظبي فِي ... لفتاته والبدر فِي إشراقه)
(وافى يهزّ قوامه فِي حلّةٍ ... خضراء مثل الْغُصْن فِي أوراقه)
٣ - (أَبُو الطّيب الْمَقْدِسِي الْوَاعِظ)
أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب الْمَقْدِسِي إِمَام جَامع الرافقة سَافر إِلَى الْبِلَاد وَسمع الحَدِيث وَكَانَ يعظ النَّاس قَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْشدني لنَفسِهِ
(يَا وَقفا بَين الْفُرَات ودجلةٍ ... عطشان يطْلب شربةً من مَاء)
)
(إنّ الْبِلَاد كثيرةٌ أنهارها ... وسحابها فغزيرة الأنواء)
(مَا اختلت الدُّنْيَا وَلَا عدم الندى ... فِيهَا وَلَا ضَاقَتْ على الْعلمَاء)
(أرضٌ بِأَرْض وَالَّذِي خلق الورى ... قد قسّم الأرزاق فِي الْأَحْيَاء)
توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة
٣ - (أَبُو الْمَعَالِي الباجسرائي)
أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حنيفَة أَبُو الْمَعَالِي الباجسرائي سمع الحَدِيث الْكثير مَعَ أَبِيه وَإِخْوَته قَدِيما وبكّر بِهِ أَبوهُ فَسمع ابْن البطر وَالْحُسَيْن ابْن أَحْمد النعالي وثابت الْبَقَّال وَمُحَمّد بن أَحْمد الْخياط الْمُقْرِئ وَغَيرهم وَحدث بالكثير مَعَ عسرٍ