٣ - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب)
جَعْفَر بن قدامَة بن زِيَاد الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم ذكره الْخَطِيب فَقَالَ هُوَ أحد مَشَايِخ الْكتاب وعلمائهم وَكَانَ وافر الْأَدَب حسن الْمعرفَة وَله صِفَات فِي الْكِتَابَة وَغَيرهَا حدث عَن أبي العيناء وَحَمَّاد بن إِسْحَاق الْموصِلِي والمبرد وَمُحَمّد بن عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ وَنَحْوهم وروى عَنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ ياقوت قَرَأت فِي كتاب المحاضرات لأبي حَيَّان قَالَ وَقلت للعروضي أَرَاك منخرطاً فِي سلك ابْن قدامه ومنصباً إِلَيْهِ ومتوفراً عَلَيْهِ وَكَيف يتَّفق بَيْنكُمَا وَكَيف تأتلفان وَلَا تختلفان فَقَالَ اعْلَم أَن الزَّمَان وَقت الِاعْتِدَال وَالرجل كَمَا تعرفه فِي غَايَة الْبرد والغثاثة وجباسة الطَّبْع وَأَنا كُنَّا تعرفنِي تثبتني فاعتدلنا إِلَى أَن يتَغَيَّر الزَّمَان ثمَّ نفترق ونختلف وَلَا نتفق وَأَنْشَأَ يَقُول من السَّرِيع
(وصاحبٍ أصبح من برده ... كَالْمَاءِ فِي كانون أَو فِي شباط)
(ندمانه من ضيق أخلاقه ... كَأَنَّهُ فِي مثل سم الْخياط)
(نادمته يَوْمًا فَأَلْفَيْته ... مُتَّصِل الصمت قَلِيل النشاط)
(حَتَّى لقد أوهمني أَنه ... بعض التماثيل الَّتِي فِي الْبسَاط)
وَمن شعره ابْن قدامه من الوافر
(تسمع مت قبلك بعض قولي ... وَلَا تتسللن مني لِوَاذًا)
(نعم أسقمت بالهجران جسمي ... ومت بغصتي فَيكون مَاذَا)
وَكَانَت وَفَاة ابْن قدامَة فِي سنة تسع أَو ثَمَان وثلاثمائة
٣ - (المشتهي الدِّمَشْقِي)
جَعْفَر بن المحسن أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بالمشتهي الدِّمَشْقِي
أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة من المنسرح
(كَأَنَّمَا الفستق المملح إِذْ ... جَاءَ بِهِ سقاك صهباء)
(مثل المناقير حِين تفتحها ... زرق حمام لتشرب المَاء)
وَله أَيْضا من الْبَسِيط)
(أنظر إِلَى الفستق المملوح حِين بدا ... مثقفاً فِي لطيفات الطيافير)
(وَالْقلب مَا بَين قشريه يلوح لنا ... كألسن الطير مَا بَين المناقير)