إفريقية وَلَده أَبَا الْعَبَّاس لما شكا أهل إفريقية مِنْهُ فأظهر التَّوْبَة ورفض الْملك وَلبس الخشن من الثِّيَاب وَأخرج من فِي سجونه وَسلم الْأَمر إِلَى وَلَده الْمَذْكُور وَتوجه إِلَى صقلية مُجَاهدًا فَفتح فِيهَا وَعبر الْمجَاز إِلَى قلورية وسبى وَقتل وهربوا مِنْهُ إِلَى القلاع وَمَات مبطوناً سنة تسع وَثَمَانِينَ بزلق الأمعاء وَدفن فِي قبَّة بصقلية وَكَانَ قد ولي الْأَمر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره)
(نَحن النُّجُوم بَنو النُّجُوم وجدنَا ... قمر السَّمَاء أَبُو النُّجُوم تَمِيم)
(وَالشَّمْس جدتنا فَمن ذَا مثلنَا ... متواصلان كَرِيمَة وكريم)
وَكَانَ التُّجَّار يَسِيرُونَ من مصر إِلَى سبتة لَا يعارضون وَلَا يروعون ابتنى الْحُصُون والمحارس على سواحل الْبَحْر بِحَيْثُ أَن النيرَان كَانَت توقد فِي لَيْلَة وَاحِدَة من سبتة إِلَى الاسكندرية حَتَّى يُقَال إِن بِأَرْض الْمغرب من بنائِهِ وَبِنَاء آبَائِهِ ثَلَاثِينَ ألف حصن وَهَذَا الْأَمر لم يسمع بِمثلِهِ ومصر سوسة وَعمل لَهَا سوراً
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الزبير الشَّاعِر ابْن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فليتة أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي الْحسن الْكَاتِب الأسواني هُوَ ابْن الرشيد بن الزبير وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ روى عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ شَيْئا من شعره وَقَالَ سَأَلته عَن مولده فَذكر مَا يدل على أَنه سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتقلب فِي الخدم الديوانية إِلَى القَاضِي الْفَاضِل ولحقه دين اختفى بِسَبَبِهِ قَالَ
(يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي لم يزل ... بفضله يذهب عَنَّا الْحزن)
(قد أصبح الْمَمْلُوك فِي شدَّة ... يعالج الْمَوْت من المؤتمن)
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن طَلْحَة الأسواني الشَّاعِر الْمَشْهُور روى عَنهُ من شعره عبد الْقوي بن وَحشِي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الأسيوطي وَله ديوَان شعر مِنْهُ
(أرى كل من أنصفته الود مُقبلا ... عَليّ بِوَجْه وَهُوَ بِالْقَلْبِ معرض)
(حذار من الإخوان إِن شِئْت رَاحَة ... فَقرب بني الدُّنْيَا لمن صَحَّ ممرض)
(بلوت كثيرا من أنَاس صحبتهم ... فَمَا مِنْهُم إِلَّا حسود ومبغض)
(فقلبي على مَا يسخن الطّرف منطو ... وطرفي على مَا يحزن الْقلب مغمض)
قلت شعر متوسط
٣ - (أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب)
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المارداني أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب سَافر إِلَى الشَّام ومصر وَولي الْكِتَابَة لأبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد بن طولون وَكَانَ مَعَه بِدِمَشْق حِين قتل ثمَّ إِنَّه