وَولد للوزير أبي الْقَاسِم وَلَده أَبُو يحيى عبد الحميد فَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد صَاحب ديوَان الْجَيْش بِمصْر من مخلع الْبَسِيط)
(قد أطلع الفأل مِنْهُ معنى ... يُدْرِكهُ الْعَالم الذكي)
(رَأَيْت جد الْفَتى عليا ... فَقلت جد الْفَتى عَليّ)
٣ - (سعد الدّين بن شبيب)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن بكر بن شبيب الطَّيِّبِيّ أَبُو عبد الله الْكَاتِب سعد الدّين
كَانَ من الْأَعْيَان الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين بالأدب وَكَمَال الظّرْف اخْتصَّ بِخِدْمَة الإِمَام المستنجد بِاللَّه وقربه ومنادمته
ولي الإشراف بالمخزن أَيَّام المستضيء وَلما عزل ابْن الْعَطَّار عَن نظر المخزن تولى سعد الدّين مَكَانَهُ أَيَّام النَّاصِر سنة خمس وَسبعين ثمَّ عزل سنته
دخل على المستنجد يَوْمًا فَقَالَ لَهُ أَيْن شتيت فَقَالَ لَهُ عنْدك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فأعجبه هَذَا التَّصْحِيف مِنْهُ
وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فَقَالَ ابْن شبيبٍ حُلْو التشبيب رَقِيق نسيم النسيب
وَقَالَ ابْن شبيب فِي المستنجد من الْبَسِيط
(أَنْت الإِمَام الَّذِي يَحْكِي بسيرته ... من نَاب بعد رَسُول الله أَو خلفا)
(أَصبَحت لب بني الْعَبَّاس كلهم ... إِن عددت بحروف الْجمل الخلفا)
المستنجد هُوَ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من الْخُلَفَاء ولب جمل حروفها اثْنَان وَثَلَاثُونَ
ولد ابْن شبيب سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الْكَرْخِي
وَمن شعر ابْن شبيب من الطَّوِيل
(وأغيد لم تسمح لنا بوصاله ... يَد الدَّهْر حَتَّى دب فِي عاجه النَّمْل)
(تمنيت لما اختط فقدان ناظري ... وَلم أر إنْسَانا تمنى الْعَمى قبل)
(ليبقى على مر الزَّمَان خياله ... خيالي وَفِي عَيْني لمنظره شكل)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(سرى والدجى تصبي غدائره الجون ... نسيمٌ على سر الْأَحِبَّة مَأْمُون)
(فراحت قدود البان من سكر راحه ... نشاوى فقد كَادَت تميد الميادين)