حَمْزَة بن أسعد بن مظفر بن أسعد بن حَمْزَة هُوَ الصَّدْر المعظَّم رَئِيس الدماشقة الصَّاحب عز الدّين ابْن القلانسي التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ولد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ عز الدّين بن مؤيد الدّين بن مظفر ابْن الْوَزير مؤيد الدّين وَسمع الصَّاحب عز الدّين من ابْن عبد الدايم والرضي بن الْبُرْهَان وَابْن أبي الْيُسْر وحجَّ مرَّتَيْنِ وحدَّث بِدِمَشْق والحجاز وَولي الوزارة بعد حُضُور السّلطان من الكرك فِي المرّة الثّانية
وصادره الْأَمِير سيف الدّين كرآي المنصوريّ لما ولي النِّيَابَة بِدِمَشْق ورسم عَلَيْهِ وَمنع أَن لَا يدْخل إِلَيْهِ أحد وَكَانَ كل يَوْم يسيِّر إِلَيْهِ طبق طَعَام وطبق فاكهةٍ وصحن حلوى ومشروباً وَهُوَ تَحت الترسيم عِنْده وَكَانَ يستحضره فَإِذا رَآهُ قَامَ لَهُ فَمَا لبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى حضر المرسوم فإمساك كرآي والإفراج عَن ابْن القلانسي وَبعدهَا لم يل شَيْئا وَكَانَ ذَا حرمةٍ وافرةٍ فِي الدّولة يهادي مراء مصر وَالشَّام الْكِبَار وَإِذا ورد أحد إِلَى دمشق كَائِنا من كَانَ إِمَّا مُقيما أَو متوجِّهاً إِلَى بلدٍ غَيرهَا ربّ سيف أَو قلم يُبَادر إِلَيْهِ بالسالم ويجهز إِلَيْهِ ضِيَافَة متجملة وَكَانَ يركب مركوبه بعض الْأَوْقَات بِلَا خف رَأَيْته مرَارًا وَكَانَ على ذهنه تَارِيخ كثير ووقائع لأهل عصره ولآبائهم يستحضر مِنْهَا جملَة تَنْفَعهُ فِي نكاية من يُرِيد إنحاسه وَأَنْشَأَ خلقا