يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فليحب صهيباً حب الوالدة لولدها وَلما أطاف الْمُشْركُونَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَقْبَلُوا على الْغَار وأدبروا قَالَ واصهيباه وَلَا صُهَيْب لي وَكَانَ صُهَيْب أرمى الْعَرَب رجلا وَلما أَرَادَ الْهِجْرَة قَالَ لَهُ أهل مَكَّة أَتَيْتنَا هَا هُنَا صعلوكاً حَقِيرًا فَتغير حالك)
عندنَا وَبَلغت مَا بلغت تَنْطَلِق بِنَفْسِك وَمَالك وَالله لَا يكون ذَلِك قَالَ أَرَأَيْتُم إِن تركت مَالِي أتخلون أَنْتُم سبيلي قَالُوا نعم فَخلع لَهُم مَاله أجمع قَالَ صُهَيْب فَخرجت حَتَّى قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبَاء قبل أَن يتَحَوَّل عَنْهَا فَلَمَّا رَآنِي قَالَ يَا أَبَا يحيى ربح البيع ثَلَاثًا فَقلت يَا رَسُول الله مَا سبقني إِلَيْك أحد وَمَا أخْبرك إِلَّا جِبْرِيل وَقَالَ ابْن مَسْعُود مر الْمَلأ من قُرَيْش على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده خباب وصهيب وبلال وعمار فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أرضيت بهؤلاء أَتُرِيدُ أَن نَكُون تبعا لهَؤُلَاء فَنزلت وأنذر بِهِ الَّذين يخَافُونَ إِلَى قَوْله فَتكون من الظَّالِمين وَقَالَ خباب ثمَّ نزلت واصبر نَفسك منع الَّذين فَكُنَّا بعد ذَلِك نقعد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا بلغنَا السَّاعَة الَّتِي كُنَّا نقوم فِيهَا قمنا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يقوم وَإِلَّا صَبر أبدا حَتَّى نقوم وفضائل صُهَيْب وسلمان وبلال وعمار خباب والمقداد وَأبي ذَر لَا يُحِيط بهَا كتاب وَلِلْحَدِيثِ الْمُتَعَلّق بصهيب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم العَبْد صُهَيْب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ عِنْد عُلَمَاء الْمعَانِي وَالْبَيَان شَأْن لِأَنَّهُ إِذا تركنَا ظَاهر الحَدِيث اقْتضى أَنه خَافَ وَعصى مَعَ الْخَوْف وَهُوَ أقبح فَيكون ذَلِك ذَنبا لَكِن الحَدِيث سيق الْمَدْح وَلِلنَّاسِ فِي ذَلِك كَلَام طَوِيل وَلَيْسَ هَذَا موطن الِاسْتِقْصَاء وَمن احسن مَا يُقَال فِي هَذَا أَن الشَّيْء الْوَاحِد قد يكون لَهُ سَبَب وَاحِد فَيَنْتَفِي عِنْد انتفائه وَقد يكون لَهُ سببان فَلَا يلْزم من عدم أَحدهمَا أَن يَنْتَفِي بِخِلَاف الأول كَمَا تَقول فِي زوج هُوَ ابْن عَم لَو لم يكن زوجا لورث أَي بِالتَّعْصِيبِ فَإِنَّهُمَا سَببا لَا يلْزم من عدم أَحدهمَا عدم التوريث وَكَذَلِكَ هَاهُنَا النَّاس فِي الْغَالِب إِنَّمَا لم يعصوا لأجل الْخَوْف فَإِذا فقد الْخَوْف عصوا لِاتِّحَاد السَّبَب فِي حَقهم فاخبر عَلَيْهِ السَّلَام أَن صهيباً رَضِي الله عَنهُ اجْتمع لَهُ سببان يمنعانه الْمعْصِيَة وهما الْخَوْف والإجلال وَهَذَا مدح جميل يَعْنِي لَو عدم الْخَوْف لم يعْدم الإجلال الَّذِي يمنعهُ الْمعْصِيَة وَقَالَ ابْن عُصْفُور رَحمَه الله لَو فِي الحَدِيث بِمَعْنى أَن لمُطلق الرَّبْط وَأَن لَا يكون نَفيهَا ثبوتاً وَلَا ثُبُوتهَا نفيا كَمَا الْقَاعِدَة فِي لَو وَقَالَ الخسروشاهي إِن لَو فِي أصل اللُّغَة لمُطلق الرَّبْط وَإِنَّمَا اشتهرت فِي الْعرف بانقلاب نَفيهَا ثبوتاً وَبِالْعَكْسِ وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا ورد بِمَعْنى اللَّفْظ فِي اللُّغَة وَمن هَذِه الْمَادَّة قَوْله تَعَالَى وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام الْآيَة
٣ - (ابْن النُّعْمَان الصَّحَابِيّ)
)
صُهَيْب بن النُّعْمَان روى عَنهُ عبد الله بن سائف عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute