النَّحْوِيّ الْموصِلِي سكن بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي عبيد الله بن مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي سعيد السيرافي وَأبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي الْحسن الرماني وَأبي بكر ابْن الْخراج وَغَيرهم وَكَانَ حسن الْخط صَحِيح النَّقْل جيد الضَّبْط وَله مصنفات فِي عُلُوم الْقُرْآن وَالْعرُوض والقوافي وَكَانَ معتزلياً
توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية
وَله الموضح فِي الْعرُوض وجوده والمفصح فِي القوافي والأمدفي فِي عُلُوم الْقُرْآن التمس عضد الدولة من أبي عَليّ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِ يكون يجمع بَين الْقِرَاءَة والعربية فأحضر لَهُ ابْن جرو فصلى بِهِ فَلَمَّا كَانَ من الْغَد سَأَلَ أَبُو عَليّ عضد الدولة عَنهُ فَقَالَ هُوَ كَمَا وصفت إِلَّا أَنه لَا يُقيم الرَّاء فَقَالَ هِيَ عَادَة لساني لَا أَسْتَطِيع تغييراها فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ ضع ذُبَابَة الْقَلَم تَحت لسَانك لترفعه بهَا وَأكْثر نع ذَلِك ترديد اللَّفْظ بالراء فَفعل فاستقامت لَهُ وَلَا شُبْهَة أَن الْغَيْن حرف حلقي لَا عمل للسان فِيهِ وَالرَّاء من حُرُوف اللِّسَان وَله فِيهِ عمل فَمن نطق بالغين مَكَان الرَّاء لم يكن للسان فِيهِ عمل بل هُوَ قار فِي مَحَله والحرف الحلقي مَنْطُوق بِهِ مَعَ اللِّسَان فَإِذا رَفعه بِطرف الْقَلَم أَو غَيره جعل للسان عملا فِيهِ فَبَطل أَن يكون حلقياً وَقد حُكيَ أَن أَبَا إِسْحَاق الزّجاج كَانَ بِهَذِهِ الصّفة رأراء قلت وَقد رَأَيْت أَنا الْخَطِيب كَمَال الدّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي خطيب صفد لما كَانَ صَغِيرا وَهُوَ بِهَذِهِ الْحَالة يلثغ بالراء
(قطعت من السنين مدى طَويلا ... وَلم تعرف عَدوك من صديقك)
(فسرت على الْغرُور وَلست تَدْرِي ... أماء أم سراب فِي طريقك)
٣ - (أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ)
عبيد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف الْفراء أَبُو الْقَاسِم ابْن القَاضِي أبي يعلى
الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي الْحُسَيْن وَأبي حَازِم مُحَمَّد وَمُحَمّد بني أبي يعلى وَكَانَ أكبر أَوْلَاد أَبِيه قَرَأَ بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْخياط وَأبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَأبي الْخطاب أَحْمد ابْن عَليّ الصُّوفِي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْفِقْه على وَالِده ثمَّ على الشريف أبي جَعْفَر ابْن أبي مُوسَى وعلق عَنْهُمَا مسَائِل الْخلاف وسافر إِلَى آمد وَقَرَأَ بهَا على أبي الْحسن الْبَغْدَادِيّ تلميذ وَالِده وَسمع