الْحُرُوف وثاء مثلَّثة وَهِي حَاضر كَبِير بِظَاهِر الْبَصْرَة بَينهمَا دجلة سمع من جمَاعَة وَأَجَازَهُ كثيرٌ وروى عَنهُ جمَاعَة وأمَّ السُّلْطَان الْملك الْأَفْضَل عَليّ بن يُوسُف وَولي مشيخة جَامع الفِيلَة وبالرباط الخاتوني وَله عدَّة سفرات إِلَى الشَّام ومصر وحدَّث بِمصْر ودمشق وحلب وتوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة
٣ - (ابْن حَكَم الحِمصي)
عَليّ بن مَحْمُود بن عِيسَى أَبُو الْحسن الأَديب الْمَعْرُوف بِابْن حكم الْحِمصِي وَمن شعره
(عَن الْبَدْر يَوْم البَين مِيطَ نِقابها ... ولِيثَ على غصنِ الأَراك ثيابُها)
)
(غريبَةُ أوصافٍ فأمَّا اقترابُها ... فأيَّةُ أوصابٍ وأمَّا اغترابُها)
(وقفتُ على أطلالها لتجيبَ إِن ... سألتُ وَمَا يُجدي عليَّ جوابُها)
(إِذا دِمْنَةٌ أقوتْ وخفَّ قطينُها ... وَبَانَتْ سُلَيْماها ومانتْ ربابُها)
(فَلَا جَرَّتِ الأَرواحُ لطفاً ذيولَها ... بهَا لَا وَلَا روَّى ثَراها ربابُها)
(وإنِّي لأهوى أَن أُلمَّ بزينبٍ ... برامَةَ لَوْلَا عُربُها وعِرابُها)
(وليلةَ زارتنا عقيبَ ازوِرارِها ... كَمَا انجاب عَن شمس النَّهَار ضبابُها)
(فبتنا وكلٌّ مُظْهِرٌ مُضْمَرَ الهَوَى ... ودأبي لَهَا الإعتابُ والعتبُ دابُها)
(ويأبى نصابي أَن أُلمَّ بريبةٍ ... وَتلك إِذا يَأْبَى الدنايا نصابُها)
(وَمَا ريقُها إلَاّ سلافَةُ بابلٍ ... ومبسِمُها الوضَّاح إلَاّ حَبابُها)
(وغرَّد ديكٌ كَانَ ميعادَ بَيْنِها ... فيا ليتها دَامَت ودام عتابُها)
(لَئِن نلتُ من شهد الزِّيَارَة مَذْقَةً ... لقد نَالَ منِّي غبَّ ذَلِك صابُها)
(ولمَّا دعتنا للنوى غربةُ النَّوَى ... وَصَاح بتفريق الْفَرِيق غُرابُها)
(أحببنا نداها ليتنا لم نُجب لَهَا ... نِدَاء وَلم توجَفْ بركبٍ رِكابُها)
(ودارت علينا للفراق مُدامةٌ ... فَأصْبح كلٌّ قد دهاه شرابُها)
(فلينا الفلا باليعمَلات سُرًى وَقد ... تهادى بِنَا وهادها وهضابُها)
(طَغى آلُها فِي ألِها وسرى بهَا ... غرُورًا ليشفى من صداها سَرابُها)