بِدِمَشْق وحلب ومصر وروى عَنهُ الْمزي وَابْن تَيْمِية وَابْن البرزالي وَكَانَ يخرج أَمينا على الْقرى وَله فهمٌ وَعِنْده فَضِيلَة مَا
٣ - (شهَاب الدّين بن عمرون)
الْحسن بن عَليّ بن أبي نصر بن النّحاس الْمَعْرُوف بِابْن عمرون شهَاب الدّين الْحلَبِي التَّاجِر الْمَشْهُور
كَانَ من الرؤساء الْأَعْيَان بحلب وَغَيرهَا وَكَانَت لَهُ صورةٌ ومنزلة عِنْد مُلُوك الشَّام ويسافر بحشمٍ وخدمٍ ويخفر من يَصْحَبهُ ويميره وَله معروفٌ فِي الرحلة وَالْمقَام توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
٣ - (علم الدّين الشاتاني)
الْحسن بن عَليّ بن سعيد بن عبد الله علم الدّين أَبُو عَليّ الشاتاني بالشين الْمُعْجَمَة وَبَين الْأَلفَيْنِ تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وشاتان من نواحي ديار بكر
كَانَ يحب الحَدِيث وَكَانَ فِي كنف جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي مَنْصُور وَزِير الْموصل)
وجيهاً عِنْده كثير الإفضال عَلَيْهِ ولاه البيمارستان بالموصل ووقوفه
وَلما نكب الْوَزير وقف أمره فوفد على نور الدّين الشَّهِيد فَأكْرمه إِلَى أَن مَاتَ وَقصد السُّلْطَان صَلَاح الدّين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأكْرمه ومدحه وَهُوَ بِالشَّام بقصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل
(أرى النَّصْر معقوداً برايتك الصفرا ... فسر وَافْتَحْ الدُّنْيَا فَأَنت بهَا أَحْرَى)
(يَمِينك فِيهَا الْيمن واليسر فِي الْيُسْرَى ... فبشرى لمن يَرْجُو الندى مِنْهُمَا بشرى)
وَقَالَ يمدح الْوَزير ابْن هُبَيْرَة من الْكَامِل
(أهْدى إِلَيّ جَسَدِي الضنى فأعله ... وَعَسَى يرق لعَبْدِهِ وَلَعَلَّه)
(مَا كنت أَحسب أَن عقد تجلدي ... ينْحل بالهجران حَتَّى حلّه)
(يَا وَيْح قلبِي أَيْن أطلبه وَقد ... نَادَى بِهِ دَاعِي الْهوى فأضله)
(إِن لم يجد بِالْعَفو مِنْهُ على الَّذِي ... قد ذاب من برح الغرام فَمن لَهُ)
(وَأَشد مَا يلقاه من ألم الْهوى ... قَول العواذل إِنَّه قد مله)
وَقد عَارض الشاتاني بِهَذِهِ القصيدة قصيدةً للعماد الْكَاتِب وأولها
(سل سيف ناظره لماذا سَله ... وعَلى دمي لم دله قد دله)
(واسأله كَيفَ أَبَاحَ فِي شرع الْهوى ... دم من يهيم بِهِ وَكَيف أحله)
(سل عطفه فَعَسَى لطافة عطفه ... تعدِي قساوة قلبه وَلَعَلَّه)
(كثرت لقسوة قلبه جفواته ... يَا مَا أرق وفاءه وَأقله)