عَالم أَنه عَذَاب من الله مُبَاح لأعين النظّاره هتك الله ستره فلكم هتك من ذِي تسترٍ أستاره سحرتني ألحاظه وَكَذَا كل مليحٍ عيونه سحاره مَا على مُؤثر التباعد والإعراض لَو آثر الرّضا والزياره وعَلى أنني وَإِن كَانَ قد عذب بالهجر مُؤثر إيثاره
(لم أزل لَا عدمته من حبيبٍ ... أشتهي قربه وآبى نفاره)
مِنْهَا لم يدع للعزيز فِي سَائِر الأَرْض عدوا إِلَّا وأخمد ناره كلّ يومٍ لَهُ على نوب الدَّهْر وكرّ الخطوب بالبذل غاره ذُو يدٍ شَأْنهَا الْفِرَار من الْبُخْل وَفِي حومة الندى كرّاره
(هِيَ فلّت عَن الْعَزِيز عداهُ ... بالعطايا وَكَثُرت أنصاره)
هَكَذَا كلّ فَاضل يَده تمسي وتضحي نفّاعةً ضرّاره
(لم يدع بالذكاء والذّهن شَيْئا ... فِي ضمير الغيوب إلاّ أثاره)
وَإِذا مَا رَأَيْته مطرقا يعْمل فِيمَا يُريدهُ أفكاره
(فاستجره فَلَيْسَ يَأْمَن إِلَّا ... من تغيا ظلاله واستجاره)
(لَا وَلَا موضعا من الأَرْض إلاّ ... كَانَ بِالرَّأْيِ مدْركا أقطاره)
(زَاده الله بسطةً وَكَفاهُ ... خَوفه من زَمَانه وحذاره)
وَأكْثر شعره جيد على هَذَا الأسلوب مثل صريع الدلاء القصّار أَقَامَ بِمصْر زَمَانا ومدح رؤساءها وملوكها ووزراءها وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة
وَله قصيدة طَوِيلَة مَشْهُورَة أَولهَا
(وقوققي وقوققي ... هَدِيَّة فِي طبق)
(أما ترَوْنَ بَيْنكُم ... تَيْسًا طَوِيل الْعُنُق)
٣ - (أَبُو الْفضل الصخري الْكَاتِب)
)
أَحْمد بن مُحَمَّد الصخري أَبُو الْفضل قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قتل فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة هَكَذَا ذكره أَبُو مُحَمَّد مَحْمُود بن أرسلان فِي تَارِيخ خوارزم وَقَالَ هُوَ أحد مفاخر خوارزم أديب كَامِل وعالم ماهر وَكَاتب بارع وشاعر سَاحر انْتهى