للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصِدْقُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِذَاكَ

توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

ابْن سَعْدَان الشَّافِعِي أَبُو المظفّر أَحْمد بن يحيى

وَأَخُوهُ أَبُو الْفَضَائِل أَحْمد بن يحيى

[سعدون]

٣ - (الْمَجْنُون)

سعدون الْمَجْنُون يُقَال إنّ اسْمه سعيد وكنيته أَبُو عَطاء ولقبه سعدون من أهل الْبَصْرَة كَانَ من عقلاء المجانين وحكمائهم لَهُ أَخْبَار ملاح وَكَلَام سديد ونَظْم ونَثْر يُسْتَحْسَنُ وطوّف الْبِلَاد ودُوَنت أخبارُه استقدمه المتوكّل وَسمع كَلَامه وَذكر الْفَتْح بن شخرف أنّه كَانَ من الامحبّين لله صَامَ ستّين سنة فجَفَّ دماغه فسمّاه النَّاس مَجْنُونا قَالَ عَطاء السليمي احْتبسَ علينا القط بِالْبَصْرَةِ فخرجنا نستسقي فَإِذا بسعدون المحنون فلمّا بَصُرَ بِي قَالَ يَا عَطاء إِلَى أَيْن قلتُ خرجنَا نستسقي قَالَ بقلوب سماويّةٍ أم بقلوبٍ أرْضِيَّةٍ قلتُ بقلوب سماوّية قَالَ لَا تبهرْج فإنّ النَّاقِد بَصِير قلت مَا هُوَ إلاّ مَا حكيتُ لَك فاستسق لَنَا فَرفع رأسّه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ أقسمْتُ عَلَيْكَ إلَاّ سقيتَنا الْغَيْث ثُمَّ أنشأ يَقُول من الوافر

(أيا مَن كًلّما نُودي أجابا ... وضمَن بخَلالِهِ يُنشِي السَحابا)

(وَيَا مَن كَلَّمَ الصِدِّيقَ مُوسى ... كَلاماً ثُمَّ ألْهَمَهُ الصَواب)

(وَيَا مَنْ رَدَّ يوسُفَ بَعدَ ضًرٍّ ... عَلَى من كانَ يَنْتَحِبُ انتِحابا)

(وَيَا مَنْ خَصَّ أَحْمد واصْطَفاهُ ... وأعْطاهُ الرِسالَةَ والكِتابا)

إسقِنا فأرسَلَت السماءُ شآبيبَ كأفْواه القِرّب قلت زِدْنِي قَالَ لَيْسَ ذَا الْكَيْل من ذَا البيدر ثُمَّ أنشأ يَقُول من المنسرح

(سُبحان مَنْ لَمْ تَزَلْ لَهُ حُجَجٌ ... قامَتْ عَلىَ خَلْقِهِ بِمَعْرِفَتِهْ)

(قَدْ عَلِموا أنّه مليكُهُمُ ... يَعْجِزُ وَصْفُ الأنامِ عَنْ صِفَتِهْ)

وَقَالَ عَطاء رأيتُ سعدون يتفلىّ ذَات يَوْم فِي الشَّمْس فانكشفَتْ عورتُهُ فقلتُ لَهُ اسْتُرْ

<<  <  ج: ص:  >  >>