(فتخالهم خلل السَّمَاء كواكباً ... قد فَارَقت بسعودها المريخا)
(خرق العوائد فِي السرُور نهارهم ... فَجعلت أبياتي لَهُ تَارِيخا)
وَقَالَ عبد الْمُنعم ابْن الْفرس أَيْضا
(ونارنجة تحمر فِي النَّهر مِثْلَمَا ... توقد نجم فِي المجرة سابح)
قلت قَول ابْن الْمطرف المَخْزُومِي أحسن أَقْوَال الْجَمَاعَة وأوقعها فِي النَّفس لَا سِيمَا وَقد تمم الْمَعْنى بقوله هز إِلَّا أَنه لَو قَالَ فخلته سَيْفا غَدا مُصْلِتًا لَكَانَ أعذب وارشق وَأما ابْن مرج الْكحل فَإِنَّهُ أضاع الزَّمَان وَقصر فِي التَّشْبِيه)
وَمن شعر ابْن الْفرس
(أنظر إِلَى حَضْرَة فِي الزَّرْع قارنها ... مبيض نور ومصفر وأحمره)
(كَثوب وشي أجادته صوائغه ... وَالرِّيح تطويه طوراً ثمَّ تنشره)
(أخامات زرع أم بحور تلاعبت ... بأمواجها أَيدي الرِّيَاح النواسم)
(ترَاهَا أَمَام الرّيح وَهِي تسوقها ... كجيش زنوج فر قُدَّام هازم)
قلت أحسن مِنْهُ وأرشق قَول القَاضِي عِيَاض
(أنظر إِلَى الزَّرْع وخاماته ... تحكي وَقد ولت أَمَام الرّيح)
(كَتِيبَة خضراء مهزومة ... شقائق النُّعْمَان فِيهَا جراح)
٣ - (أَبُو الْفضل الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي)
عبد الْمُنعم بن مقبل بن عَليّ أَبُو الْفضل الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل وَاسِط قدم بَغْدَاد وتفقه على يُوسُف الدِّمَشْقِي وَغَيره وَكَانَ يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف والمناظرات أَيَّام الْجمع قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس ماية
وَمن شعره يرثي ولدا لَهُ مَاتَ بالحويزة
(خليلي إِن آنستما لامعاً ... من الْأُفق الشَّرْقِي حِين يشام)
(وهبت من الرّيح الحويزي نفحة ... مَعَ الرّيح أَو مِنْهُ اسْتَقل غمام)
(فَلَا تعذلاني إِن بَكَيْت وَإِن جرى ... بعيني فُرَادَى أدمع وتوآم)
(فَإِن بهاتيك الْأَمَاكِن لي هوى ... يؤرق عَيْني والعيون نيام)