(وتفاحة يهدي إِلَيْك نسيمها ... فَمَا شِئْت من طيب ينم لناشق)
(تروقك مِنْهَا خمرة فَوق صفرَة ... كوجنة معشوق على خد عاشق)
وَمن شعره فِي نارنجة وسط نهر
(ونارنجة فِي النَّهر تحسب أَنَّهَا ... شرارة جمر فِي الرماد تلوح)
(وَمَا هُوَ إِلَّا الرَّوْض أبدى شَقِيقَة ... يهدهدها غُصْن هُنَاكَ مروح)
(أَو الدرْع تضفو فَوق أعطاف فَارس ... غَدا فِي رحى الهيجاء وَهُوَ جريح)
(تغيب وتبدو مرّة فَكَأَنَّهَا ... عقيقة برق فِي الخبي تلوح)
(كَأَن حباب المَاء يكتم سرها ... وَقد جعلت تَفْشُو بِهِ وتبوح)
)
وَقَالَ ابْن الْفرس هَذِه الأبيات بِجَزِيرَة شقر وَفِي نهرها أبْصر تِلْكَ النارنجة وجاراه فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فتحون المَخْزُومِي فَقَالَ
(وَلَقَد رميت مَعَ الْعشي بنظرة ... فِي منظر غض البشاشة يبهج)
(نهر صقيل كالحسام كَأَنَّهُ ... روض لنا نفحاته تتأرج)
(تثني معاطفه الصِّبَا فِي بردة ... موشية بيد الغمامة تنسج)
(وَالْمَاء فَوق صفائه نارنجة ... تطفو بِهِ وعبابه يتمرج)
(حَمْرَاء قانية الْأَدِيم كَأَنَّهَا ... وسط المجرة كَوْكَب يتوهج)
وَقَالَ أَبُو المطراف ابْن أبي بكر بن سُفْيَان المَخْزُومِي فِي ذَلِك
(ومنظر قد راقني حسنه ... من أَزْرَق ينساب كالأرقم)
(أبصرته يحمل نارنجة ... طافية حَمْرَاء كالعندم)
(ودرجت ريح الصِّبَا مَتنه ... لما انبرت وَهِي بهَا ترنمي)
(فخلته مهنداً مُصْلِتًا ... هز وَفِيه قَطْرَة من دم)
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْمَعْرُوف بِابْن مرج كحل
(وَعَشِيَّة كَانَت قنيصة فتية ... ألفوا من الْأَدَب الصَّرِيح شُيُوخًا)
(وكأنما العنقاء قد نصبوا لَهَا ... من الانحناء إِلَى الْوُقُوع فخوخا)
(شملتهم آدابهم فتجاذبوا ... سر السرُور مُحدثا ومصيخا)
(وَالْوَرق تقرا سُورَة الطَّرب الَّتِي ... ينسبك مِنْهَا نَاسخ مَنْسُوخا)
(وَالنّهر قد طمحت بِهِ نارنجة ... فَتَيَمَّمت من كُنَّا فِيهِ منيخا)