شاهنشاه أَبُو الْقَاسِم الْملك الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بدر الجمالي تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ تولى مَكَان وَالِده فِي حَيَاته لما ضعف وَكَانَ مثل وَالِده حسن التَّدْبِير فَحل الرَّأْي وَهُوَ الَّذِي أَقَامَ الْآمِر ابْن المستعلي مَوضِع أَبِيه فِي المملكة بعد وَفَاة أَبِيه كَمَا فعل مَعَ أَبِيه ودبر دولته وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من ارْتِكَاب الشَّهَوَات فَإِنَّهُ كَانَ كثير اللّعب فَحَمله ذَلِك على أَن قَتله وأوثب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يسكن بِمصْر فِي دَار الْملك على النّيل وَهِي الْيَوْم دَار الْوكَالَة فَلَمَّا ركب من دَاره الْمَذْكُورَة وَتقدم إِلَى سَاحل الْبَحْر وَثبُوا عَلَيْهِ وقتلوه فِي سلخ شهر رَمَضَان عَشِيَّة يَوْم الْأَحَد سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْأَفْضَل قد أَخذ الْقُدس من سقمان وإيلغازي ابْني أرتق التركماني فِي يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَولي من قبله فَلم يكن لمن فِيهِ بالإفرنج طَاقَة فَأَخَذُوهُ بِالسَّيْفِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَو ترك فِي أَيدي الأرتقية لَكَانَ أصلح فندم الْأَفْضَل حَيْثُ لم يَنْفَعهُ النَّدَم قَالَ صَاحب الدول المنقطعة خلف سِتّمائَة ألف ألف دِينَار عينا وَمِائَتَيْنِ وَخمسين إردباً دَرَاهِم نقد مصر وَسبعين ألف ثوب ديباج أطلس وَثَلَاثِينَ رَاحِلَة أحقاق ذهب)
عراقي ودواة ذهب فِيهَا جَوْهَر قِيمَته اثْنَا عشر ألف